الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 426- التسلسل الزمني للتنور
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

س: هل إتباع الممارسات اليوغية المتقدمة يؤدي إلى التنور؟ كم من الوقت يتطلب ذلك؟

ج: هذا السؤال دائماً يطرح. إذا كنا نريد القيام برحلة، من الطبيعي أن نسأل عن المكان المقصود وكم من الوقت نحن بحاجة إليه. هذه المعايير هي ضمن ميدان الزمان والمكان. هناك عدة عوامل تؤثر على الجواب، من ضمنها أن الرحلة التي نتكلم عنها هي خارج إطار الزمان و المكان، إنها ضمن ميدان هذا الذي يتخطى كل الأمكنة المقصودة و كل مقاييس الزمن. انه الغير محدود و الأبدي، ومن الممكن عيشه الآن وهنا في حياتنا اليومية. عندما ندخل هذا العالم، تستمر الحياة كالعادة ولكن نتمتع بحرية عظيمة وقوة عفوية لتسريع اليقظة عند الجميع من حولنا.

لكن للإجابة عن سؤالك مباشرةً، هل استعمال الممارسات اليوغية المتقدمة يؤدي إلى التنور؟ نعم، أظن ذلك. هناك الكثير من البراهين عند الممارسين. ولكن ليس بالضرورة فقط بفضل الممارسات اليوغية المتقدمة. كل واحد منا يجلب معه البهاكتي. كما أن الكثيرين من ممارسي الممارسات اليوغية المتقدمة كانوا في الماضي يتبعون مناهج أخرى. كما أنهم حالياً يقومون بالبحث عن الذات على أشكاله بناء على اختيارهم الشخصي. إذاً من يستطيع تأكيد درجة مساهمة الممارسات اليوغية المتقدمة؟ لكن من دون شك أن الكثيرين يتقدمون جداً بفضل القيام بالممارسات اليوغية المتقدمة، سواء كان عندهم خلفية في مناهج أخرى أم لا.

إن الأمر يعتمد على الشخص. ليس فقط البهاكتي و ممارساته الماضية، بل أيضا على حالة جهازه العصبي في مستواه الأعمق. القليلون يولدون ليتنوروا في هذه الحياة، في حين بالنسبة إلى أشخاص آخرون إن التنور احتمال فقط. لكن، الجميع من دون استثناء يملك هذه الإمكانية بوضوح، وهذا أمر له معنى كبير. عندما يكون الاحتمال موجود، سيكون هناك طرق لجعل التنور يحصل. يجب أن تتوفر الأدوات الجيدة، وامتلاك الرغبة و الإرادة في القيام بالمجهود للوصول إلى الهدف من خلال الممارسة اليومية.

لقد شرحنا عبر الدروس العوامل التي تؤثر على رحلتنا. كما إن الدرس 390 يلخص جيداً تأثير هذه العوامل على التنور ويذكر التحذيرات المتصلة في ادعاء التنور. إن كل ما يقوم به كل فرد الآن و هنا هو أهم بكثير من إدعاءات أي شخص آخر. لهذا السبب إن النقاشات حول "ما وصل إليه" الآخرون هي إضاعة للوقت والهاء لنا و للآخرين. إن التنور لا يتكلم و لا يدعي عن نفسه بأي شيء. انه فقط يعمل، بواسطة تدفق إلهي دائم لمصلحة الآخرين في الحياة اليومية العادية.

بخصوص التسلسل الزمني للتنور، هذا يتأثر جداً بالعوامل المذكورة أعلاه وكما نشرح أكثر في الدرس390. إن الممارسات اليوغية المتقدمة ما زالت منهج حديث، عمره سبعة أعوام كمصدر مفتوح للتعليم على الرغم انه تم تجربته لعدة عقود قبل ذلك. في هذه المرحلة الأولية، نستطيع القول أن بعض أعوام من الممارسة تعطي نتائج ملحوظة، أحياناً نتائج قوية جداً. انه "نضج" الصمت الداخلي و حركة النشوة، واتحادهما، مما يؤدي إلى البحث عن الذات مع صلة (راجع الدرس 328 ). من بعد القليل من السنوات، 5 سنوات وأكثر، نرى دليل واضح على نضج الممارسين فيختبرون التوحيد/ الغير ثنائية.

هذا لا يضمن أن الجميع سيصبح ناضج من بعد بضعة سنوات فقط. لكن هذا يؤكد أن أي شخص يمارس بجدية مع التثبيت الذاتي الحذر، مع الاستمرار بالنشاط في العالم الخارجي ما بين جلستي الممارسات، سيتقدم جداً. كلما تقدم يتأثر بعوامل مثل البهاكتي الصادقة وعلاقتها بالعقبات الداخلية (الكارما) التي يجب إذابتها/ تحويلها. من المؤكد أن البهاكتي ستتخطى العقبات/الكارما. إن الممارسات اليوغية المتقدمة تقدم أدوات قيّمة للمساعدة بهذا الخصوص. إذ أن جوهر الأمر هو الممارسات ويجب أن تكون فعالة. كما يجب أن نكون جديين في رحلتنا الروحية ونقوم بإدارة حذرة لممارساتنا على المدى البعيد.

في القرون الماضية، قيل أن التنور يتطلب عدة حياة و ليس حياة واحدة، أحيانا الآلاف منها. في القرن ال 20، أصبح واضحا أن مع مجهود تطبيقي ، على الأقل بالنسبة إلى البعض، نستطيع القيام بالرحلة في عدة عقود فقط. الآن، في القرن ال 21، نهدف إلى القيام بذلك في بضعة سنوات فقط. أو على الأقل القيام بتقدم كبير. إن التكنولوجيات التطبيقية في اليوغا و الممارسات الروحية تستمر بالتحسن وتتوفر إلى الملايين من الأشخاص. إن الأزمنة تتغير.

هل هذا المستوى من تسارع التحول الروحي للإنسان واقعي؟ ليس هناك وعد أن التنور سيحصل في لحظة أو أن الممارسات اليوغية المتقدمة ستعطينا التنور في بضعة سنوات، على الرغم أن هناك الكثير من التجارب المشجعة. إن الوعد الوحيد هو أن تقدم مستمر سيحصل عند الأشخاص الجديين في ممارساتهم بالطريقة التي ذكرناها.

من المثير للاهتمام معرفة إلى أين سنصل مع هذا المصدر المفتوح للممارسة الروحية في ال 10-20 سنة المقبلة أو أكثر. ما زلنا في البداية لمعرفة ذلك، هناك الكثير الذي يجب أن نكتشفه بعد، على صعيد الممارسة الفردية و على صعيد عملية التحول الروحي الإنساني الحاصل في العائلة الإنسانية حول العالم.

الجميع مرحب به في المشاركة في هذه التجربة. فقط اجلس و تأمل مرتين يومياً وغوص عميقاً في الثبات و تمتع بالنتائج.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>