الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 425- البهاكتي المتهورة و المبالغة
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

س: بدأت اشعر أن طريقي أصبح أساسه التثبيت الذاتي. من بعد سنتين ونصف من الممارسات ، إنني اختبر الكثير من الصعود و الهبوط في طريقي مراراً وتكراراً. إنني ممتلئ بالبهاكتي التي تؤدي إلى المبالغة في الممارسة. من ثم أعاني من الإفراط في الطاقة، فأضطر أن أخفف ممارساتي لحين الدورة اللاحقة وهكذا دواليك. بالتالي اشعر بالانزعاج و من عقدة الذنب بهذا الخصوص. الأمر صعب بالنسبة إلى أشخاص مثلي الذين يملكون بهاكتي قوية و يقومون بممارسات قوية مثل منهج الممارسات اليوغية المتقدمة. لا اعرف ما علي فعله. إنني أتوق إلى الله لكنني أجد صعوبة كبيرة في هذا الطريق الصعب. كما أنني املك رغبة في خدمة الآخرين لكن لا ادري كيف سيحصل ذلك في ظل الظروف الراهنة.

ج: كلما تقدمنا كلما أصبح التثبيت الذاتي أكثر أهمية للأسباب التي تصفها. مع ظهور الصمت الداخلي و يقظة حركة النشوة (كونداليني)، كلما أصبحت رغبة الاتحاد أقوى. إن ظهور البهاكتي المتهورة هي السبب و النتيجة في الممارسات. الأمر يعود لنا في تنظيم تصرفنا مع الممارسات، البهاكتي والحياة بشكل عام، لنحافظ على التوازن. علينا أن نتذكر أن نتائج الممارسات المبالغ بها تتأخر في الظهور. إن عدم الحذر في هذه الحالات يؤدي إلى دورات من الصعود والهبوط من ناحية الطاقة والعواطف كما يحصل معك.

إن الحل هو البقاء في الوسط وليس في الصعود و الهبوط. هذا ليس دائماً سهلاً بالنسبة إلى معظمنا لحين تصبح خبرتنا الروحية اكبر. إن سنتين أو ثلاث هو وقت قصير جداً في الممارسات. إن 5-10 سنوات تعتبر ممارسة مرسخة مع دمجها مع حياة عادية (مهما كانت بالنسبة لك)، عندها تصبح النتائج أكثر سلاسة و ترسخ. خفف توقعاتك على المدى القصير و كل شيء أفضل. ليس هناك شيء نقوم به إلا ما هو أمامنا الآن.

إن مشكلة البهاكتي المتهورة أنها تدفعنا إلى المزيد و المزيد من الممارسات.هذا نوع من اليوغا الأوتوماتيكية لكنها لا تؤدي إلى أي تقدم. إذا جعلنا للروتين المتزن أولوية في طريقنا، إن ما يجب أن نقوم به لاحقاً سيحصل أوتوماتيكياً وبأمان. في النهاية، نحن لسنا الفاعل. الصمت الداخلي هو الفاعل. في الصمت الداخلي المرسخ، إنها الدهارما (الطريق الأكثر تطويراً) التي تخصنا ستصبح واضحة جداً. هذا لا يعني أننا يجب أن لا ننظر قبل أن نقفز. إن المنطق السليم و منهج مدروس هما أفضل أصدقاء لنا في الطريق الروحي خصوصاً عندما نصبح متقدمين.

بخصوص خدمة الآخرين علينا الاهتمام بنفسنا أولاً قبل التمكن من الاهتمام بالآخرين, من ناحية أخرى، الأمر قد ينجح من الناحية العكسية و قد يكون عامل تثبيت لنا. أحياناً عندما نهتم بالآخرين نتمكن من الاهتمام بأنفسنا. فقط أنت تستطيع أن تعلم ذلك وفق ظروفك الخاصة.

يجب عدم التأثر بالخوف عند تحديد الخطوات التي نتبعها. لا نقوم بالتثبيت الذاتي بسبب الخوف. استعمل المنطق السليم. إذا كان تدفق الطاقة مفرط، عندها قم بالتدابير العملية التي شرحناها في الدروس عن التثبيت الذاتي و الأعمال المثبتة.

إذا كنت حساس جداً على التأمل العميق مع مانترا، من الحكمة القيام بتأمل التنفس لفترة كما شرحنا في الدرس 367. كذلك، في هذه الفترة يجب عدم المبالغة في ممارسة الاساناز، براناياما، مودرا، باندا و ممارسات أخرى لحين عودة التوازن في روتين ممارستك اليومي و في حياتك العادية. إن الإعمال المثبتة في الحياة العادية مهمة جداً لعودة التوازن (مثل الوظيفة، المدرسة، العائلة الخ….)

بالتالي علينا تخفيف المبالغة بالبهاكتي وفق الحاجة. إن المحافظة على التوازن أمر أساسي، خصوصاً مع تقدمنا على الطريق مع الصمت الداخلي، طاقة النشوة وتزايد البهاكتي. إن الخبر الجيد هو أن كل الأمور ستهدأ مع تقدم التطهير والانفتاح. مع امتزاج الثبات و طاقة النشوة سيظهر السلام الأبدي و الديناميكية العفوية لتدفق الحب الإلهي . في هذه الأثناء، علينا القيام بالتثبيت الذاتي و الأعمال اليومية المثبتة.

إن امتلاكنا الكثير من البهاكتي أمر رائع. من الضروري أن يكون هناك حافز لأعمالنا على الطريق. لكن، مع تقدمنا، إن البهاكتي لن تساعدنا إذا لم نجعلها متوازنة بواسطة الحياة العادية. يجب أن نعرف نفسنا و مقدرتنا و أن نقوم بكل ما هو ضروري للمحافظة على التوازن. لا احد يستطيع القيام بهذا إلا نحن. من المؤكد أن المراحل الصعبة ستنتهي. عندما يتحسن الوضع، نعود إلى الممارسة و لكن من دون مبالغة. لا نخفف جداً و لا نزيد جداً. نتبع الحل الوسط. نمي و رسخ الثبات في الوسط. الصمت الداخلي هو ماهيتنا…انه السلام حتى ولو العالم من حولنا يتداعى.

سيستمر الهبوط و الصعود في الحياة مهما تنورنا. هذا أيضا أمر مؤكد. طالما نظن أننا نستطيع أن نقضي على الهبوط و الصعود من خلال إدارة حياتنا بشكل أو بآخر، سوف نتعذب. بفضل الممارسات نصل إلى نقطة حيث نستطيع أن نعيش الصعود الحتمي و الهبوط الحتمي في الصمت الداخلي المرسخ. عندها يختفي حكمنا على أنفسنا و على الآخرين. الحكم (التماثل) هو اكبر سبب للعذاب, السبب الوحيد في الواقع. لهذا السبب إن التأمل هو أهم ممارسة. بواسطتها نعود إلى المنزل (الثبات) حيث تنتهي كل الأحكام.

تدريجياً يتم استبدال الأحكام بالتدفق الإلهي، أي نقوم بكل ما هو أمامنا الآن، نعيش الهبوط و الصعود في الحياة كثبات في العمل. إن الأمر لا علاقة له بالفكر. انه تنمية "وجودنا" الجوهري يومياً، أي غبطة الوعي الصافي. كل الأمور الأخرى المتبقية تتمحور حول هذا، تعيش في هذا، وهي هذا.

يجب المحافظة على ممارسة يومية متوازنة على المدى البعيد. هكذا تحصل عملية التحول الروحي للإنسان.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>