الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 366- إقتراحات لقلة الحساسية على التأمل العميق
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

أول مرة قمنا بها بممارسة التأمل العميق مع المانترا، لا نعرف ما الذي يجب توقعه. قد نكون سمعنا الكثير من الأشياء - شعور الصمت الداخلي العميق كما يشرحه بعض الأشخاص من بعد أول جلسة يقومون بها. ومن بعدها مباشرة - تجارب الطاقة، رؤيا، نشوة، تنور، كل هذا في بضعة أيام من الممارسة! من المرجح أن بعض الروايات التي نسمعها هي لمجرد إشباع للتوقعات، كما إنها قد يكون مبالغ بها. وربما لا. من يعلم؟ في كل الأحوال، مهما توقع الآخرون أو إختبروا، لن ينطبق علينا. إن تجربتنا هي تجربتنا، ولا نستطيع قياسها إلا بمقياس واحد وهو ما الذي يحصل في حياتنا. أي إن تجربتنا نراها بشكل أفضل وفق موقعنا الأسبوع الماضي، الشهر المنصرم، السنة الماضية. وليس وفق موقع الآخرين في تجاربهم.

بالطبع لا بأس إن يكون لدينا فكرة عن المراحل المهمة للرحلة، لنتمكن من القيام بتقييم أفضل لممارساتنا ولما سيأتي لاحقا (راجع الدرس 35 ). لكن ليس من المفيد أبداً أن نحلل كل شيء تافه وفق كل الأمور التافهة التي تحصل مع الآخرين.

أحياناً بعض الأشخاص يكتبون عن تجربتهم من بعد بضعة أيام أو أسابيع من التأمل العميق فيتذمرون أن لا شيء يحصل معهم. إنهم يجلسون، يكررون المانترا لمدة 20 دقيقة، يرتاحون، ينهضون فلا يجدوا أن حياتهم تغيرت عن السابق. أحياناً بعض الأشخاص يكتبون عن تجربتهم من بعد عدة أشهر أو سنة واحدة من التأمل العميق مع ذات التذمر: " لاشيء يحصل".

ما الذي نستنتجه من هذا؟ لماذا بعض الأشخاص لا يلاحظون الكثير من التغيير في حياتهم اليومية، في حين أن آخرين يتحملوا بصعوبة كل التغييرات التي تحصل معهم، على الرغم أن الجميع يقوم بذات التأمل العميق مرتين يوميا؟

لقد شرحنا هذا في الدرس السابق عن الأنواع الكثيرة للحساسية تجاه التأمل العميق. أن تفسير الأسباب وراء تنوع هذه الحساسيات عند الممارسين أصعب بكثير من مجرد ملاحظة تنوعها. الذي نعمله هو أن "شبكة العقبات" في جهازنا العصبي تلعب دوراً أساسياً في كيفية تأثير الممارسات علينا أثناء ممارساتنا ومن بعد النهوض والقيام بالأعمال اليومية. إن كلمة أخرى تعبر عن هذا الأمر هي: "كارما". نحن لا نستعمل هذه الكلمة بمعنى من الاستسلام السلبي للقدر. نحن نعلم أن الكارما تتغير من خلال الممارسات الروحية (راجع الدرس 344 ). إن أهم الأدوات للقيام بهذا هو التأمل العميق.

البعض قد يبدو قليل الحساسية على التأمل العميق، إن شبكة العقبات تكون موضبة بشكل مكثف. مما يعني أن هناك مساحة أقل للوعي ليوجه المانترا نحو الثبات، بالتالي التوجه إلى الداخل يصبح أبطأ قليلاً. إن ما نقوله هو نسبي جداً، لأننا جميعاً اليوم "مواضبين بشكل مكثف" أكثر مما سنكون عليه الشهر القادم والعام المقبل، على إفتراض أننا نستمر بالتأمل العميق. هذا هو هدف التأمل العميق اليومي، فتح المزيد من المساحة في شبكة العقبات. تدريجياً، مع ذوبان العقبات، المساحة تزداد والعقبات تصبح أقل إزدحاما في وعينا. إن كل طبيعتنا تصبح أقل جموداً وأكثر إنفتاحاً. هذا هو ظهور الصمت الداخلي المترسخ. قد نلاحظ هذا في البداية أثناء أعمالنا اليومية على شكل المزيد من الإسترخاء. لا يتطلب الأمر شيء مبهر. قد نلاحظ حتى أكثر سلبيتنا و "عاداتنا السيئة" على فترة قبل أن تتوضح الأشياء فينا ونتمكن من القيام ببعض الخيارات. عندها سنسترخي قليلاً، ونمشي قدماً. قد تحصل الأمور بهذا الشكل.

قيل إن الصمت الداخلي هو جوهرنا، وأن الأوساخ/العقبات تحجب هذا الجوهر حالياً. إنها مثل الغيوم التي تحجب الشمس الموجودة دائماً من وراء الغيوم. مع الطرد التدريجي للغيوم، الشمس التي كانت دائمة الوجود، نتمكن من رؤيتها أكثر وبشكل أفضل. مع الوقت، الشمس (غبطة الوعي الصافي) تصبح دائمة الوجود ونختبرها مباشرة بشكل مستمر.

الإنتظام بالممارسة - المفتاح للتقدم على المدى البعيد

في الدروس الأولى، قلنا أن الرغبة هي العامل الأساسي للبدء والمثابرة في التأمل العميق وكل الممارسات الروحية الأخرى (راجع الدرس 12 ). لاحقا، طورنا دور الرغبة أكثر عندما تكلمنا عن "البهاكتي"، التي هي التدفق المستمر للرغبة الروحية نحو مثالنا المختار. هذا إسمه أيضا "الإخلاص". المقصود من هذا الكلام هو: سواء كنا مبتدئين أو مخضرمين في التأمل العميق، إن رغبتنا المستمرة هي التي تجعلنا نستمر بالممارسة اليومية على المدى البعيد. فإذاً، المسالة ليست هل الممارسات تعطينا نتائج سريعة أم بطيئة. المسالة هي المثابرة على الممارسة المنتظمة على المدى البعيد.

كلنا سمعنا قصة السلحفاة والأرنب. الدرس هو: ببطء وثبات نصل الأوائل.

هناك أشياء نستطيع القيام بها لتحفيز تقدمنا ولنشعر بتطورنا، مما يحمسنا على المثابرة على ممارساتنا مرتين يوميا. إذا كنا ملتزمين بالقيام بذلك مهما تطالب الأمر من وقت، لن نفشل أبداً. مهما كانت حساسيتنا على التأمل العميق، على الجميع أن يتكل على ممارسة منتظمة على المدى البعيد للحصول على النتيجة المرجوة. إن الأرنب يستطيع تعلم عدة دروس من السلحفاة.

بعض الملاحظات الدقيقة عن تقنية التأمل العميق

عند البعض منا قد يكون هناك ميل للتفكير بالمانترا أثناء التأمل العميق. أي التعلق بلفظ واضح ونمط محدد من تكرار المانترا. كما أنهم يريدون إبقاء تكرار المانترا بالقوة ويحرصون على عدم السماح لأي فكرة أخرى بدخول وعيهم. هذه المرحلة من الإرباك تحصل عادة في بداية ممارسة التأمل العميق.

بالنسبة إلى الأشخاص قليلي الحساسية، هذه المرحلة قد تستمر وقتاً أطول لأن العقبات الداخلية الموضبة بشكل مكثف تميل لإبقاء عمل الفكر مستمراً. لكن هذه ليست مشكلة مهمة. كلنا نمر بمرحلة الإرباك عند البدء بتعلم التأمل العميق وحتى عند زيادة إضافات على المانترا وممارسات يوغية أخرى لاحقا. مع حصول فهم أوضح للملاحظات الدقيقة لعملية التأمل العميق، نستطيع تخطي مرحلة الإرباك. عندها تأملنا عفوياً يصبح أعمق ونتأكد أن ممارستنا أصبحت فعالة.

لنلقي نظرة على العلامات المهمة للإرباك والإرشادات لتخطيها:

-اللفظ الواضح للمانترا: في حين قد نميل للتعلق بلفظ واضح لمانترا (أَيَامْ)، إن تقنية التأمل العميق تساعد على الصقل التدريجي للمانترا لتصبح خفيفة ومشوشة من ثم تختفي في الثبات. عندما نلاحظ أننا ابتعدنا عن المانترا، نستطيع التقاطها من جديد وهذا قد يحصل على مستوى مصقول جداً. إن العودة إلى لفظ واضح ليس مرغوباً إذا استطعنا التقاط المانترا على مستوى مصقول أكثر. عندما نملك الخيار ما بين لفظ واضح أو لفظ خفيف ومشوش، نفضل الخيار الثاني.

النمط الجامد في التكرار: في البداية قد نشعر أننا مجبرين على المحافظة على نمط محدد لتكرار المانترا. في الحقيقة علينا السماح للتغيير في هذا النمط أن يحصل كما يحلو له. إذاً، في حين قد نبدأ جلستنا بتكرار منتظم، عندما نصقل المانترا إن النمط سيتغير و يذوب في الثبات لدرجة توقف التكرار بشكل تام. قد يبقى شعور خافت جداً للمانترا من دون وجود أي نمط للتكرار. في مرحلة ما، سنلاحظ أننا ابتعدنا عن المانترا، فنعود ببساطة إلى هذه الشعور الخافت للمانترا من دون الحاجة لي نمط محدد للتكرار.

إبعاد الأفكار الأخرى:إن الأفكار هي جزء طبيعي من التأمل العميق وليس علينا القلق على وجودها أو عدم وجودها. إذا حاربنا الأفكار، أو حاولنا القيام بأي شيء بها، سنخفف فعالية تأملنا. عندما تأتي الأفكار، فقط نفضل المانترا. قد تأتي أفكار مع المانترا أو لا. لا يهم. لسنا مسئولين عن الأفكار أثناء التأمل العميق. نحن فقط مسئولين عن التقنية البسيطة لتفضيل المانترا عندما نلاحظ أننا ابتعدنا عنها، مهما كان مستوى الفكر أثناء الجلسة.

هذه هي العلامات الأساسية التي قد تظهر إذا كنا نشعر أننا لا نتقدم كما نرغب، والإرشادات لتخطيها. للحصول على كل تعليمات التأمل العميق، راجع مجموعة الدروس التي تبدأ من الدرس 13

إن النقطة الأساسية التي يجب فهمها عند البدء بالتأمل العميق هو أننا لا ننظم أي شيء في الفكر. على العكس. في الواقع، إذا وضعنا الكثير من التنظيم في العملية، قد نشعر بصداع أو علامات أخرى للإرهاق، نحن نسميه "إجبار المانترا". نحن نربح في التأمل العميق عندما نخسر المانترا (تكراراً وتكراراً) وليس عندما نتمسك بها. هذا هو السر. إذا قمنا بذلك أثناء جلساتنا اليومية، كل شيء آخر سيحصل بسهولة في الوقت المناسب.

إذا كنا نميل لتحليل الأفكار أو عملية التأمل العميق أثناء جلستنا، علينا النظر إلى هذا الميل كأي فكرة أخرى والعودة بسهولة إلى المانترا. هناك الكثير من الوقت للتحليل من بعد الانتهاء من جلسة التأمل. إذا استمر التحليل أثناء تفضيلنا للمانترا، فهذه أيضا ممارسة جيدة طالما أننا نفضل بسهولة المانترا عندما نلاحظ أننا تركناها. أي شيء قد يأتي إلى الفكر أثناء تأملنا. إن التأمل الجيد لا يحدد بما يأتي إلى فكرنا. انه يحدد وفق ما نفضله عندما نملك الخيار أي المانترا.

أحياناً قد نشعر أننا نحلم أثناء التأمل العميق، لا نتعمق بالتأمل. في لحظة نفكر بالمانترا من ثم ندرك أننا أصبحنا نفكر منذ مدة بشيء آخر. أو ربما أننا نفكر بالمانترا، من ثم ندرك مباشرة أننا نفكر بشيء آخر. في كل الأحوال، لم نلاحظ أن المانترا تصقل وأصبحت خافتة و مبهمة. هذا أيضا تأمل جيد. أننا نشعر أننا نمارس بشكل صحيح إذا كنا نلتقط بسهولة المانترا عن جديد عندما ندرك أننا تهنا عنها. لسنا مجبرين على صقل المانترا بإرادتنا. هذا أمر لا نستطيع الإشراف عليه. كلما أشرفنا أكثر كلما كنا نتأمل اقل. التطهير والانفتاح تحصل عندما نستمر بتكرار عملية التقاط المانترا كلما أدركنا أننا تهنا عنها. إن الأفكار التي تأتي متصلة بالتطهير والانفتاح، لذا يجب أن نفرح بظهورها فنفضل المانترا وتتكرر الدورة عن جديد. كلما لاحظنا أننا تهنا عن المانترا، هذا يعني أن المانترا صقلت واختفت في الثبات، بغض النظر إذا اختبرنا هذا الأمر بوضوح أم لا. هذا هو التأمل الجيد.

مع الاسترخاء التدريجي لشبكتنا الداخلية من العقبات بفضل الممارسة مرتين يوميا للتأمل العميق، سنلاحظ أن ممارستنا استرخت. سيحصل ارتباك اقل ويظهر المزيد من المساحة ما بين أفكارنا. قد نلاحظ هذا الاسترخاء والتوسع يتسللان إلى حياتنا اليومية أيضا. ربما الأشخاص من حولنا سيلاحظون هذا الأمر أولا. كل الأمور تحصل معاً. هذه هي عملية تنمية الصمت الداخلي المترسخ في الحياة.

بالنسبة لنا، يكفي أن نعلم أننا نتأمل بشكل صحيح، ونسمح كل ما يظهر في جلساتنا، فنفضل المانترا مهما كان مستواها في هذه اللحظة. مع الثقة في الممارسة اليومية، لا يهم إذا فكرنا أننا نتقدم بسرعة أم لا. كل هذا أيضا هو من نسج الخيال. طالما أننا نستمر بالمشي، سنصل إلى المكان المقصود عاجلاً أم آجلاً. إنها عملية إدراك أن المكان المقصود كان فينا منذ البداية.

إضافة نشاطات و ممارسات للمزيد من التعمق

إحدى حسنات "قلة الحساسية" أننا نملك مجال اكبر لإضافة المزيد من الممارسات الروحية على افتراض أننا نملك البهاكتي (الرغبة الروحية) التي تدفعنا إلى القيام بذلك. إن وجود البهاكتي لوحدها هو دليل قوي على حصول التقدم الروحي. إذا لم نلاحظ هذا التقدم كثيرا، عندها من المؤكد انه يحصل تحت قشرة شبكة عقباتنا. في حين أن البهاكتي التي يتم التعبير عنها على شكل رغبة أو إرادة للتصرف، إن النور يشع مسبقاً، لأن البهاكتي هي الرغبة الإلهية التي تشع من داخلنا. ليس فقط البهاكتي ستدفعنا إلى الاستمرار بالممارسات اليومية، بل إنها أيضاً ستساهم مباشرة في تحلل العقبات في داخلنا.

إذاً، أي نوع من النشاط يشجع رغبتنا الإلهية سيكون مفيد. سنربح الكثير من حضور الاجتماعات الروحية المنتظمة، التأمل مع جماعة، الخلوات الخ...من المفيد أيضا حضور محاضرات أو مناسبات مع معلمين روحيين معروفين. إن هذه الأنشطة تدفعنا إلى الأمام، مما يؤدي إلى انفتاحات في حياتنا اليومية. إذا كنا نشيطين في بحنا الروحي أثناء جلساتنا التأملية و أثناء أعمالنا اليومية، سيحصل المزيد من التقدم. كما يقال في العهد الجديد: "ابحث وستجد، اقرع وسيفتح الباب". إذاً استمر بقرع الباب.

نقترح إضافة الممارسات الروحية المتقدمة كما يتم شرحها في الدروس. إن براناياما التنفس السنسلي يحفز جداً قوة التأمل العميق، بالتالي إنها أول ممارسة علينا إضافتها. لكن فقط عندما نشعر أننا أصبحنا ثابتين في التأمل العميق. الثبات قد لا يكون مشكلة في حال كنا قليلي الحساسية على التأمل، لكن يجب أن نفهم تماماً الملاحظات الدقيقة لممارستنا كما شرحناها أعلاه. من الحكمة أن نتثبت في ممارسة واحدة كل على حدة. نحن لا نريد تأمل مرتبك يسبقه براناياما تنفس سنسلي مرتبك أيضا. إذاً، تمهل وخذ الوقت الكافي للتعمق في الملاحظات الدقيقة للتأمل العميق، طور ثقتك بالممارسة اليومية، من ثم أضف براناياما التنفس السنسلي الذي سيتطلب أيضا بعض الوقت للتعود عليه. إن الملاحظات الدقيقة للتنفس السنسلي هي أيضا التخلي عن المنهجية الفكرية وترك الممارسة تصقل عفوياً. عندما نستوعب الملاحظات الدقيقة للتأمل العميق وللتنفس السنسلي، سنفكك تلك العقبات الداخلية بواسطة المفعول المزدوج لهذين الممارستين الروحيتين القويتين.

إن زيادة ممارسات على هذه التقنيتين أمر نحن نختاره. أيضا هذا يعتمد على البهاكتي . إذا قمنا بالأساناز،المودرا، والباندها سنكون نطور ناحية الطاقة. علينا الحذر من عدم المبالغة لأننا نأمل حصول تطور مهم بالطاقة يوصلنا إلى الجهة الأخرى من شكل الجرس ، جهة الحساسية المفرطة بالتالي نضطر إلى معالجة التحرك المفرط للطاقة. هذا قد يحدث بشكل مفاجئ. إذاً تأكد من القيام بالتثبيت الذاتي مع الأخذ بعين الاعتبار النتائج التي تظهر بشكل متأخر في الممارسات. كوننا قليلي للحساسية لا يعني أننا لا نستطيع المبالغة و الوقوع بمشاكل. إذاً اتبع دائما مبادئ التثبيت الذاتي المشروحة في الدروس.

نملك أيضا خيار القيام بسامياما، البحث عن الذات وخدمة الآخرين. عموماً، لهذه الممارسات، بعض الصمت الداخلي شرط مسبق لممارسة مثمرة. من المثير للاهتمام،في حين أننا قد لا نلاحظ الكثير من الثبات في داخلنا، إذا كنا متحمسين على القيام بالممارسات، هذا دليل على وجود بعض من الصمت الداخلي. إذا كنا نميل لهذه الأنشطة، قد تكون ممارستنا لها سلسة أو غير سلسة. في حال لم تكن سلسة، من الحكمة أن نخفف الممارسات بدل من فرضها. يجب القيام بما يأتي عفوياً.

إن الإضافات على المانترا مذكورة أيضا في دروس الممارسات اليوغية المتقدمة. إنها مقاطع إضافية نزيدها على المانترا وهي تبطئ عملية صقل المانترا، لكنها تخلق تنظيف أوسع في شبكة العقبات في الفكر وفي الجهاز العصبي. من المهم أن نكون سلسين في تأملنا و نكون نختبر المانترا المصقولة قبل زيادة هذه الإضافات. وإلا، قد نشعر أننا ارتطمنا بحائط مع هذه المانترا المطولة. هذه المرحلة القصوى من الارتباك. إذاً، مثل ممارسات أخرى في نظام الممارسات اليوغية المتقدمة، إن إضافات المانترا تعتمد على بعض الشروط المسبقة للحصول على أفضل فعالية. نكتشف هذا بسرعة إذا قمنا بخطوة أو خطوتين متهورتين. لن يحصل أذى. فقط نتراجع ونعود إلى ممارستنا السابقة الثابتة على فترة من الزمن.

قبول- الذات و الوعي المؤكد

سواء كنا نرى أننا نتقدم بسرعة كبيرة أو ببطء في الطريق الروحي، إن أهم عامل يبقى دائماً تقبلنا لماهيتنا ولما نقوم به في حياتنا. إذا كنا نعلم أننا نقوم بأفضل شيء ممكن كل يوم، نستطيع أن نترك النتائج تحصل. إن حصول التجارب الروحية أو عدم حصولها لا يحدد سعادتنا. التنور الحقيقي يتعدى كل التجارب، لكنه موجود أيضا في خضم الصعود والهبوط في حياتنا اليومية.

هناك أمر مقدس عند الأشخاص الراسخون والواضحون فيما يقومون به يومياً. الكثيرون ممن يعتبرون نفسهم أنهم قليلي الحساسية على التأمل العميق يملكون هذه الموهبة- موهبة الثبات. إن التنور لا يعني القفز مع الكونداليني هبوطاً و صعوداً، أو العيش في قصص درامية يحسدنا عليها الآخرين. هذا عرض جانبي. إن المتنورين يعلمون أن الطاقة هي مجرد مشاهد عابرة. إن الذين لا يدركون أن الطاقة هي مشاهد عابرة يواجهون عقبات أكثر للوصول إلى التنور من الأشخاص المفتونون بفكرهم.

كلنا نسافر على الطريق الروحي بأسلوبنا ووفق التوقيت المناسب لنا. إذا تمكنا من قبول طريقنا و الاستمرار بحذر بالممارسات التي اخترناها، يوم بعد يوم وسنة بعد سنة، إن تنورنا يصبح مؤكد. بالفعل، إن القبول هو علامة على التقدم الروحي . ليس القبول السلبي، بل القبول النشيط. إننا نسميه التسليم النشيط.

إذا لاحظنا أننا منزعجين من عاداتنا القديمة التي تستمر بالحصول من جديد، توقف وفكر قليلاً. هل لاحظنا عاداتنا القديمة في السابق؟ هل من الممكن أن صمتنا الداخلي الظاهر يعطينا صورة أوضح عن كيفية عيشنا لحياتنا؟ إن الشاهد قد يسبب وجع رؤية هذه الأمور فينا على حقيقتها. عندما نرى، سنقوم بالتعديلات المناسبة في تصرفنا. سنرى أننا نستطيع تحويل مشاعرنا الخام إلى بهاكتي ايجابية. كما أننا نستطيع أن نبحث بشأن أفكارنا، نسأل عن صحتها بوضوح أكثر لم يكون موجود في السابق. كوننا أصبحنا أكثر حساسية على حالتنا هو علامة على ظهور الصمت الداخلي، ونحن بموقع أفضل من السابق لتغييرها.

إذا استمرينا بالتأمل مرتين يومياً، وتذكر الملاحظات الأساسية لكل ممارسة، ونستفيد من المصادر الروحية المتوفرة بشكل كبير، سيحصل التغيير في حياتنا. إذا لم نلاحظه مباشرة، من المؤكد أن الآخرين سيلاحظون المنافع. مع الصبر و المثابرة سنستمر. الأمر ذاته عند الجميع. الصمت الداخلي يظهر في كل مكان.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>