الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 357 – من هو الشاهد؟
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

س: إنني أُمارس التأمل تقريباً يومياً منذ مدة من الزمن. أجد أنني منفصل عن الأشياء التي تجري في حياتي. أنني أراهم من مكان بعيد. لا بأس بتعاملي مع هذه الأشياء، لكنني أشعر بالوحدة عند مشاهدة الأشياء التي أقوم بها أو التي يقوم بها الآخرون. الآن أنني مهتم بالبدء في البحث عن الذات. السبب الأساسي هو أنني أريد معرفة ما هي هذه المشاهدة. من أين أبدأ؟ هل هذا الشعور بالإنفصال سيتطور إلى حالة أكثر توحيداً؟

ج: يبدو أنك عفوياً بدأت البحث عن الذات. إن ظهور الشاهد المترسخ سيؤدي إلى هذه الحالة أوتوماتيكياً .

"ما هي هذه المشاهدة؟"

إنك في الموقع المثالي للبحث والتقدم وفق ميولك. أنت فقط بحاجة إلى بعض النصائح وستنطلق. إن شعورك بالإنفصال أمر مؤقت. إنه مرحلة انتقالية حيث ينتقل إحساسنا بذاتنا من التواجد في إدراكنا للعالم إلى التواجد خارج إدراكنا للعالم. مع إستمرار الصقل في إدراكنا ضمن التوسع الغير محدود للشاهد، سنكتشف أن العالم موجود فينا. إنها نقلة نوعية 180 درجة. هذا هو الإكتمال من دون أي إنفصال- التوحيد. إنها مرحلة من الصمت الداخلي المترسخ (المرحلة 1) إلى صقل الإدراك (المرحلة 2) من ثم الانغلاق في التوحيد (المرحلة 3).

نحن نعلم أن المرحلة الأولى تعتمد على التأمل العميق. المرحلة الثانية تتضمن وعي النشوة وإنغلاق الإدراك الحسي وهما نتيجة البراناياما، الأساناز، المودرا، الباندها وتقنيات التانترا. إن المرحلة الثالثة هي نتيجة السامياما والبحث عن الذات كما شرحنا في الدروس الأخيرة. إن البهاكتي تلعب دور أساسي في كل هذه المراحل.

عندما يظهر الشاهد، قد نميل لتطبيقه بطرق عملية لتحسين نوعية حياتنا. إن أول شيء سنلاحظه هو مقدرتنا على إطلاق الأفكار والمشاعر غير المرغوبة. هذا أمر طبيعي. عندما نرى أفكارنا ومشاعرنا على حقيقتها، أي أنها أشياء وليست إمتداد لذاتنا، يصبح من السهل إطلاقها والإنتقال إلى طريقة تفكير وشعور أفضل. الآن إنك تملك خيار أكثر وغير مسبوق. هذه هي قوة الشاهد وبداية البحث عن الذات.

وفق ميولك، قد تريد معرفة مباشرة أكثر لمن أو ما هو وراء "هذه المشاهدة". عندها تبدأ بالتمييز ما بين الشاهد (شعورك بالذات)، ميكانيكيات الإدراك (عملياتك النوروبيولوجية) والأشياء المدركة التي يتم بثها في وعيك.

كل شيء ندركه هو بث في وعينا. قد يأتي من خلال الحواس، أو من الإنطباعات والذكريات المخزنة في نوروبيولوجيتنا. كل شيء! كل أفكارنا ومشاعرنا تأتي من هذه المصادر المحدودة. كل الذي نراه ليس العالم الحقيقي. كل شيء ندركه يتم بناؤه في نوروبيولوجيتنا. لهذا السبب، الأشخاص المتنورين في الأدفايتا يقولون إن العالم الذي نراه ليس حقيقي. ليس موجود. كلما نراه يتم صناعته في نوروبيولوجيتنا و يتم بثه على شاشة وعينا مثل فيلم السينما.

إن فكرنا هو مجوعة من الأفكار الناتجة عن هذا النشاط الداخلي، وعن أنانيتنا المتماثلة مع ما نسميه بالجسد/ الفكر. إن الأنانية هي فكرة، هي بث في الفكر وهذا البث يسيطر على كل الأنواع الأخرى من البث. إنها أساس الهوية الشخصية. بدقة أكثر، إن "تماثل" وعينا مع الفيلم الذي يبث في نوروبيولوجيتنا نحن نسميه "الأنا". إنها الأنا- فكرة. لكن ما هي في الحقيقة؟

عندما يظهر الشاهد، نبدأ برؤية كل هذه الأمور من منظار جديد. كما ذكرت في سؤالك، إن الأنا (في حالتك) هي خارج ميدان النشاط؟ ما زالت الأنا- فكرة تراودك بالتالي السؤال هو: "ما الذي يحصل؟"

هناك نوعان من البحث عن الذات نستطيع القيام بهما معاً أو أن نختار واحد منهما. الخيار لك وفق ميلك. تستطيع البدء بتقشير (التخلي/ الإنكار) بث الأشياء في وعيك عند حصولها واحدة من بعد الأخرى. انك تعلم إنها بث وليست الواقع. هذه عملية لا تنتهي لأن عدد الأشياء التي يتم بثها لا ينتهي. لكن قد تشعر بالإكتفاء (وبالفرح) إذا كنت مترسخ في الشاهد. أما إذا لم يكن الشاهد مترسخ فإنك ستشعر بالتعب. ستستمر بالإنكار (ليس هذا / ليس ذلك) طوال اليوم على الرغم أن عليك العمل بشكل طبيعي في العالم الخارجي. هذا أمر ممكن طالما أننا لا نبالغ في جعل البحث عن الذات نوع من الهوس الفكري.

كما تستطيع البحث عن من "هو" الذي يدرك كل هذه الأمور التي تحصل. الجواب سيكون دائماً هو ذاته. انه "أنا". عندها يأتي السؤال التالي: " من أو ماذا أنا؟"

على إفتراض أن الشاهد موجود بالإضافة إلى بعض الصقل في الإدراك (حركة النشوة)، هذا النوع من البحث يختصر الأشياء المدركة حسياً والتي يتم بثها على شاشة وعينا. من المذهل كيف أن سؤال "من هو الذي يدرك هذا؟" يستطيع أن يذيب الشيء قبل أن يتمكن من الاحتلال الكامل لشاشة وعينا. نستطيع التحول مباشرة من إدراك الشيء إلى الشاهد. إنها عادة مفيد أن ننميها. الآن نصل إلى السؤال عن الشاهد. هل الشاهد هو الأنا - فكرة. كلا. لأن الأنا - فكرة هي مجرد فكرة، شيء يتم بثه بواسطة آلية الفكر على شاشة وعينا. إن الشيء يمكن أن يكون الشاهد؟ فقط يستطيع ادعاء ذلك، لكنه ليس الشاهد أبداً. حينما نسأل " من هو الأنا- فكرة" ستذوب في الثبات تماماً كما أي فكرة أخرى يتم بثها.

إذاً من الشاهد؟ إنه ليس الفكرة وليس الشيء. إنه المراقب وراء آلية الإدراك. إنه الشاشة التي يتم بث كل شيء عليها. انه وعينا الأصيل. الشاهد الذي يختبر هذا الآن في هذه اللحظة. إنه ذاتك. في النهاية، هذا الفهم ليس عملية منطقية تتم في الفكر. لا تحصل هذه العملية من دون وجود الشاهد. إنها معرفة مباشرة نختبرها. "نصبح" هذه المعرفة عندما ينتقل إحساسنا بالذات من الشيء الذي يتم بثه إلى الحقيقة وراء كل الأشياء التي تبث. نحن هذا. الفرح الأبدي والمشع!

المعلم في داخلك
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>