الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 239 – س. و ج. – التنفس السنسلي والأساناز
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

س: لقد قرأت دروسك حول البراناياما ولدي بعض الأسئلة. لفترة طويلة كنت أمارس نوعاً آخر من البراناياما- شهيق عميق وبطيء وفي نفس الوقت نتخيل أننا نتنفس من حوض من الطاقة، من ثم نوقف النفس لبعض الوقت، من ثم زفير بطيء ونتخيل أننا نطلق كل المشاعر السلبية مثل الغضب، القلق الخ.. نحن لا نركز على العمود الفقري أبدا. لقد قرأت في درسك أننا مع الوقت نستطيع إيقاف التنفس، اذا جزء من شكوكي ذهبت. لكن سؤالي حول التصور الذي نقوم به خلال الشهيق والزفير. هل سبق وسمعت عن تلك الطريقة للبراناياما التي ذكرتها للتو؟ في حال قد سمعت بها، كيف تقارنها مع طريقتك في البراناياما؟

سؤال آخر. هناك العديد من الأساناز الجسدية أليس كذلك؟ هل ممارساتك اليوغية المتقدمة تذكرها كلها؟ أم إنها تذكر فقط التأمل، البراناياما والقليل من تمارين وضعيات الجلوس؟ ربما ليس من الضروري ممارستها كلها للتقدم في الطريق الروحي لكنها من المؤكد تبقي اللياقة والطاقة الجسدية أليس كذلك؟

ج: شكراً على الكتابة والمشاركة. هناك أنواع كثيرة من البراناياما مثلما هناك أساتذة كثيرون. مستويات وأنواع التصورات كثيرة. لكنها في النهاية كلها تعتمد على "ضبط التنفس″ الذي هو المحرك الداخلي الذي ينتج معظم تأثيرات البراناياما. ان ضبط التنفس (من ضمنه التنفس البطيء وقبض النفس) هو الذي يؤدي الى النتائج وليس التصور. هذا لا يعني ان التصور ليس فعالاً. من دون شك ان دمج الإنتباه مع البراناياما سوف يحرك البرانا. ولكن في سبيل أي هدف؟

التنفس السنسلي هو نوع مختلف من طرق التصور الأخرى خلال البراناياما. ان التنفس السنسلي يأتي من تقليد الكريا يوغا ومصادر أخرى قديمة وهو متصل مباشرة بالتطهر والإنفتاح في السوشومنا، العصب الروحي الأساسي فينا (انه أيضا العين الثالثة في الطرف الأعلى). ان التنفس السنسلي هو بالواقع ليس تصور عندما تبدأ النشوة تظهر وتسير في الجهاز العصبي. إنه المزج الفعلي للطاقة الصاعدة والنازلة. ان هذا الخلط يعزز مباشرة بالإنتباه ومراقبة إتحاد طاقة شيفا وشاكتي في داخلنا. فإذاً، بدلاً من التلاعب عن قصد بالأوساخ والمشاعر الإنسانية، ان التنفس السنسلي يعتمد على تشجيع نواحي الطاقة (النشوة) في عملية التنور الداخلي.

ان التأمل العميق كما هو مشروح في الدروس يعمل بشكل مشابه – الوصول الى السامادهي مباشرة ونترك تلك الناحية من طبيعتنا (الصمت الداخلي) تقوم بالعمل. العديد من أشكال التأمل لا تقوم بذلك، فتختار بدلاً من ذلك القيام بإدارة جزئية لمضمون العقل الباطني. ان هذا الأمر الأخير ليس باليوغا العميقة التي نجدها بإرجاع الفكر بشكل متكرر الى الثبات الطبيعي.

على الرغم من أن التنفس السنسلي بجوهره بسيط جداً وقوي، عادةً ما يكون منغمس بالتقاليد والثقافة أحياناً لدرجة تدمير التقنية. هناك درس ( رقم 206 حول هذا الموضوع وقد تجده مثيراً للإهتمام.

ان أحد أفضل الإختبارات للتنفس السنسلي هو قدرته المعروفة في تأثيره العلاجي على عدم توازن الكونداليني. لم أعد أتذكر عدد الأشخاص الهائل الذين أتوا الى هنا ويعانون من عدم توازن في الكونداليني (بعضها حالات صعبة جداً) وشعروا براحةٍ كبيرة تقريباً مباشرةً من بعد بداية ممارستهم للتنفس السنسلي. لقد مررت شخصياً بتلك التجربة منذ عدة سنوات بعدما كنت أمارس العديد من أنواع البراناياما وقطع التنفس. لقد إكتشفت ان التنفس السنسلي هو أكثر البراناياما تقدماً وذلك بأشواط، سواء بنسخته الأساسية أو التغييرات التي تتضمن عوامل أخرى من الممارسة مثل اليوني مودرا كومبهاكا، نفخة الذقن (مع أو بدون كومبهاكا)، باستريكا السنسلة الخ…

هذا لا يعني أن ممارستك خطأ أو أن عليك تغيير شيء. إن تجربتك هي أفضل دليل لك وعليك المضي وفقاً لها. من الجيد دائماً أن نبقي أعيننا منفتحة على الإحتمالات التي قد تعزز نتائجنا. هذا علم جيد.

في موضوع الأساناز، ان التركيز الأساسي في الدروس هو ممارسات الجلوس بسبب عدم وجود الكثير من النصوص المكتوبة حول تطوير ودمج ممارسات الجلوس. لقد قمنا بخطواتٍ جيدة في الدروس لملأ هذه الثغرات. كان من الضروري القيام بذلك.ولم نتجاهل الأساناز- فقط وضعناها من منظور علاقتها بالممارسات اليوغية ككل كما لخصها باتنجالي في مخطوط اليوغا سوترا. هدفنا هو القيام بتوازن لأفضل الطرق للوصول الى التقدم الأقصى. هناك ألاف من الأساتذة الموهوبين يعلمون الأساناز في هذه الأيام والمئات من الكتب الممتازة والأشرطة حول هذا الموضوع. ان تغطية الموضوع تبدو جيدة. على الرغم من ذلك، الكثير من الناس هنا تسأل عن الأساناز. لذا الكتاب القادم من الممارسات اليوغية المتقدمة سوف يتضمن مجموعة أساسية من الأساناز نقوم بها قبل ممارسات الجلوس لمساعدة الناس على الإنطلاق. من ثم المعلومات الإضافية عن الأساناز نستطيع الحصول عليها حسب الرغبة. في الممارسات اليوغية المتقدمة، دور الأساناز هو التهيئة لممارسات الجلوس. في أنظمة ممارسات أخرى قد تكون الأساناز فقط الهدف على الرغم إنها تشكل جزء واحد من الأجزاء الثمانية لليوغا. إنها ثقافتنا كما تعلم. انها تتغير وتتجه أكثر وأكثر الى ألوهيتنا الداخلية وإظهارها الى العالم. النشاط الجسدي ضروري لليوغا حتى تحقق هدفها. الأساناز يساعدوننا على الطريق قبل ان نبدأ بالبراناياما والتأمل العميق. عندما نعود الى العالم الخارجي، من المهم القيام بكمية كافية من النشاط الجسدي والأعمال المفيدة في حياتنا اليومية. ان ممارساتنا في وضعية الجلوس والأنشطة اليومية، أي الإثنين معاً يُنميان وضع ثابت من غبطة النشوة والحب الإلهي. الاساناز تلعب دوراً مهم في هذا – مساعدة الجهاز العصبي في رحلته اليومية من النشاط الخارجي نحو الصمت الداخلي والنشوة. مع الوقت، تصبح كل حياتنا مليئة بتلك الصفات الإلهية التي ننميها أولاً كتجربة داخلية.

أفضل التمنيات على الدرب الذي اخترته. تمتع!

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>