الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 221 – س. و ج.- توسيع مساحة القلب
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

س: لقد استمتعت كثيراً بالدرس 220 عن التنفس في شاكرا القلب. انني احصل على نتائج جيدة بفضل التنفس السلسلي منذ ان بدأت ممارسته منذ ستة اشهر. في التنفس السلسلي العادي اشعر ان مساحة غير محدودة تتفتح في داخلي. في بعض الاحيان اشعر بفراغ تملؤه السعادة. وفي احيان اخرى اسمع اصواتا مرحة مثل خرخرة مياه الجبال، جرس الكنائس او موسيقى عذبة لم اسمعها من قبل. في بعض الاحيان هناك اضواء ذهبية او كثيرة الالوان. في احيان اخرى لا يوجد اضواء ابدا. لا ادري ما هو مصدر تلك الامور لكنها امور أقدرها و هي مريحة جدا جدا. هذه المساحة تبدو موجودة في قلبي لكنها اكبر بكثير من جسدي المادي. لقد مارست التنفس عبر شاكرا القلب عند الانتهاء من ممارستي المعتادة في اليومين الماضيين. لا اعتبر نفسي متدينا جدا لكنني ترعرعت في محيط مسيحي لذا تصورت انني اتنشق السيد المسيح الى داخل قلبي من خلال العين الثالثة، و ازفر كل "الاوساخ" الموجودة من القلب الى الخارج عبر العين الثالثة. هذه الممارسة جعلت المساحة الداخلية كلها حيوية و مشبعة بالمحبة والاحساس والشعور بقوة لا توصف بالاضافة الى الشعور بهدف محدد من الوجود. كل هذا يرافقني عند الانتهاء من الممارسة الروحية. هل هذا سببه السيد المسيح في داخلي؟ ام هذا شيئا آخر؟ مهما كان السبب اريد تكراره اكثر.

ج: يا للتجربة الجميلة. هذا مثال عظيم يدل على ان ممارسة التنفس السلسلي مع التأمل العميق والممارسات الاخرى تؤدي الى فتح شاكرا القلب مما يشكل جزءا من عملية التطهير العامة للنظام العصبي.

هذه هي "مساحة القلب" ندخلها عندما يبدأ الانفتاح في جهازنا العصبي وعندما تبدأ اللذة الداخلية في التصاعد.

الكلمة في اللغة السنسكريتية لشاكرا القلب هي "اناهاتا" اي "الصوت بلا ضربة". التجارب الحسية تظهر في مساحة القلب من العدم وقد نشعر بها في كل الانحاء الداخلية في الوقت نفسه. الاصوات تنبعث من دون "ضربة" و الاضواء الداخلية تنبعث بلا "اشعال". ما هو موجود في شاكرا القلب هو فعلا موجود من دون اي سبب. هناك اشعاع من داخلنا، حيث الوعي والسعادة يتدفقان بشكل مستمر. ينبوع دائم من السعادة في داخلنا.

من خلال التركيز على شيء مثل الايشتا -المثال الاعلى المختار- في مساحة القلب والتنفس عبر شاكرا القلب سوف نشعر باكتفاء داخلي يتناسب مع مدى انفتاحنا على الحصول على الحقيقة والتناغم معها. كلنا نعلم ان النوايا و العادات الايجابية في حياتنا اليومية تعطينا شعور بالانشراح داخل مساحة القلب. اما النوايا و العادات السلبية فهي تحدث إنكماشا في مساحة القلب و تقتلنا. من خلال الممارسات اليوغية المتقدمة نعمل على الانفتاح في الاجزاء العميقة داخل نظامنا العصبي، نغوص في الاعماق حتى تصبح تجربتنا سماوية وهي كلها موجودة فينا. عندها النوايا والعادات السلبية تختفي في المحبة الصافية المنبعثة من صفاتنا الإلهية الداخلية. عندها الانكماش في القلب يصبح اقل واقل حتى ونحن نتصرف في العالم الخارجي المادي حيث لا يدوم اي شيء عللى الاطلاق. نستمر في الانفتاح والتوسع التلقائي حيث نعتمد على ما يوجد في داخلنا و هو سعادة لا تزول.

ان كنا نأتي من بيئة متدينة او نستعمل الايشتا، فان طريقة التنفس من خلال شاكرا القلب ستكون ناجحة جدا. انها تنجح مع كل شخص صدقا يتوق الى الحقيقة مهما كان دينه او تربيته لان التوق الى الكمال هو ما يؤدي الى التطهير وانفتاح القلب. اي ان التوق/البهاكتي تشعل كل ممارساتنا فتؤدي الى اليوغا اي صلة الوصل الدائمة كما قد شرحنا في الدروس السابقة.

هنا نجد ملاحظة مهمة مع السامياما. كنا قد قلنا في الدرس 150 ان توسع القلب يتناسب مع التوسع في الصمت الداخلي. نحن نعلم ان الصمت الداخلي – ينمو مع التأمل- هو بئر واسع من القوة الإلهية التي نطلقها عبر السوترا –المقطع الروحاني- خلال ممارسة السامياما. عندها ينمو الصمت الداخلي في اتجاهات متعددة حسب مجموعة السوترا التي نستعملها. اننا ننمي مساحة القلب من خلال ممارستنا الروحية اليومية. ان القلب – امر ليس مذكورا جدا في الدروس- هو اساس كل ما نفعله في الممارسات اليوغية المتقدمة. هذه الطاقة الروحية المتمركزة و نسميها "القلب" تصبح في النهاية كل شيء.

الانفتاح في القلب هو الوسيلة الى الصمت الداخلي , اللذة الداخلية والغبطة التي تنتشر تدريجيا لتغطي كل محيطنا في العالم المادي. عندها نختبر كل العالم من خلال حواسنا في الطريقة نفسها التي نختبر فيها الانفتاح في مساحة القلب في مراحله الاولية. كما انت شرحته، يصبح كل العالم موجود داخل قلبنا المنفتح. ما هو خارجنا يصبح في داخلنا، وداخلنا يصبح في الخارج، انه تناقض إلهي. انا وحدة الوجود. عند الزفير من قلبنا كل العالم يتطهر.

تلك التجربة قد تكون في الظاهر روحية لكن اساسها هو التحول الجسدي و العصبي داخل جهازنا العصبي، انه امر نطوره خلال ممارساتنا اليومية. لقد خلقنا جميعاً مُجهزين روحياً على هذا الشكل.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>