الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 150 – ممارسة السامياما
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

التأمل هو عملية جلب الانتباه الى الداخل لعند السكون، الصمت الداخلي، صفاء وعي الغبطة، حالة الشاهد، السامادهي. كل هذه تصف سمات الشيء ذاته. لدينا عمليةٌ من التأمل نقوم بها لوقت معين مرتين كل يوم. الامر يعمل كالساعة، ومع مرور الوقت، خلال تأملنا كل يوم وخروجنا لكي نكون فاعلين، نظامنا العصبي يصبح معتاد طبيعياً على تحمل وإشعاع الصمت الداخلي. عندها تصبح حياتنا اليومية أهداء من الداخل. نكون أقل تأثراً بالأحداث الخارجية. هذا هو صعود المرحلة الأولى من التنور، التي هي تواجد الصمت الداخلي في حياتنا 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع.

متى ما أصبح لدينا بعض الصمت الداخلي، حتى ولو قليلاً، تصبح لدينا الفرصة للعمل من عند ذلك المستوى اللامتناهي من الامكانيات في داخلنا. كل ما هو في الوجود قد أظهرَ من هذا، ونحن، كوننا هذا، قادرين على العمل من ذلك المستودع اللانهائي في داخلنا. فإذاً، مع إصبع قدمنا في الأزل، بإمكاننا التحرك من هناك لإفادة عملية تحولنا الى التنور. من السهل القيام بالامر.

سوف تتذكر عزيزي القارىء أننا في التأمل قد استعملنا فكرة صوت من دون معنى، المانترا، للسماح بشكلٍ منهجي للعقل بالتوجه نحو السكون. الامر هو في ترك أي معنى، لغة أو محتوى ثقافي، وفقط التقاط فكرة المانترا بسهولة، هذا ما يمكننا من الغوص عميقاً الى داخل صفاء وعي الغبطة. النظام العصبي يعمل أيضاً على تهدئة العقل، ودورتنا الدموية تبطأ كثيراً.

مع سامياما، نبدأ في التحرك بالاتجاه المعاكس. بعدما ينتهي وقتنا للتأمل، نرتاح لدقيقة أو اثنين وننتقل لعند ممارسة السامياما. نبدأ بحالة بسيطة من اللاتفكير، فقط نرتاح في صمتنا. اذا صعدت بعض الافكار، لا نسايرها فقط نتركها تذهب. في ممارسة السامياما لا نساير المانترا أيضاً. نبدأ من خلال عدم تفضيل أي شيء وبكل بساطة فقط نستريح في صمتنا، مهما كان كمُ الصمت الذي لدينا من جلسة التأمل التي أنهيناها للتو، والمتواجد فينا طبيعياً بسبب الأشهر أو السنين من ممارسة التأمل. هذه هي نقطة البداية في السامياما – الصمت.

الشرط الوحيد لممارسة السامياما هو ان يكون لدينا بعض الصمت الداخلي. بالنسبة لمعظم الناس هذا يحصل بعد بضعة أشهر من التأمل العميق، وقد تمت تغطية هذه النقطة في بداية الدروس.

الآن نحن جاهزين للبداية في ممارسة السامياما. هذه هي طريقة القيام بها.

مع السامياما، نحن ندخل المعنى في الصمت. نقوم بالامر في طريقةٍ بسيطة، سهلة، ومنهجية. اولاً نبدأ بخلق إندفاع لمعنى معين في صمتنا وثم نتركه يذهب ويدوب في الصمت.

لنبدأ ب"الحب." إنه مكانٌ جيد للبداية بالسامياما. في السامياما الأفضل استعمال اللغة الأكثر حميمية بالنسبة لنا، اللغة التي تدخل أعمق ما يكون الى قلبنا، مهما تكن.

في صمتك الداخلي، التقط فقط لمرةٍ واحدة، الشعور الأكثر إرهافاً لكلمة "الحب" في لغتك الخاصة. لا تتعمد القيام بلفظٍ واضح، أوتعريف صورٍ عقلية لهذا أو ذلك المشهد او الحالة التي تمثل الحب بالنسبة اليك. ليكن لديك تذكر مرهف وبسيط للحب، وثم دعه يذهب\سلمه الى صمتك الداخلي. الصمت الداخلي ذاته الذي انت فيه. لاتتأمل في الحب خلال ممارسة السامياما. لا تفكر بالامر على الاطلاق. فقط توجه اليه بطريقةٍ لطيفة ومرهفة، وثم دعه يذهب لعند صمتك الداخلي. إنه شعورٌ لطيف من الحب، ذلك الذي نحن نصل اليه، لا شيء اكثر، ونتركه يذهب. الامر هو هكذا.

بعد أن نكون قد فكرنا في "الحب" مرة، كن في الصمت لحوالي خمسة عشر ثانية. اذا أتت أي من الأفكار، دعها تذهب بسهولة. لا تنظر الى الساعة. مع القليل من الممارسة ساعتك الداخلية سوف تقول لك مع دقةٍ جيدة متى تنتهي الخمسة عشر ثانية. فقط كن بكل بساطة في الصمت لحوالي ربع الدقيقة. ثم التقط، المعنى المرهف والضبابي "للحب" مجدداً، ودعه يذهب مجدداً الى داخل صمتك لحوالي خمسة عشر ثانية مجدداً.

هذا تكرار مرتين للسامياما – التقاط الحب مرتين في أكثر مستويات الفكر لطافةً، وتركه يذهب مرتين لعند الصمت الداخلي.

ما هو أثر هذا؟ ماذا سوف يحصل؟

إلى حد أننا نلتقط المعنى عند حدود الصمت الداخلي (أكثر مستوى لطافةً من الفكر)، ومن بعدها تركه يذهب بسهولة الى صمتنا الداخلي، الآثار ستكون قويةٌ جداً. الصمت الداخلي هو مضخمٌ عملاق للفكر اللطيف. الصمت الداخلي هو المضخم الوحيد للفكر. إنه مصدر الفكر. عادةً تصعد أفكارنا من الصمت متأثرةً بكل ما هو متعلق في عقلنا اللاواعي. العديد من الأنماط المألوفة تقع في عقلنا اللاواعي المعرقل، وهي التي تحرف وتضعف فيض الطاقة المقدسة التي تصعد من صمتنا الداخلي الى حياتنا اليومية. مع التأمل نحن نزيل تلك العوائق من عقلنا اللاواعي ونطور وعي واضح لصمتنا الداخلي. مع السامياما نحن نتصرف مباشرةً من داخل صمتنا الداخلي لإنتاج آثارٍ إيجابية تطهر نظامنا العصبي ومحيطه في طرقٍ قوية.

خلال السامياما ربما قد نشعر ببعض الطاقة تصعد من صمتنا الداخلي. من الممكن إختبارها كشيء جسدي، فكري أو عاطفي. أو ربما قد لا نشعر بالكثير الا لاحقاً خلال نشاطاتنا اليومية، وعندها نكون أكثر حباً ورحمة لأسبابٍ غير ظاهرة. نحن نتغير من الداخل. هذا هو ما هي السامياما عليه – تحريك النوايا من عند المستوى المقدس للصمت فينا لتصعد وتتفاعل في الخارج.

السامياما هي ما هي عليه الصلاة عندما تؤخذ الى أعمق مستوى من الاتحاد في المقدس الذي في داخلنا – داخل الصمت الداخلي المقدس. الصلاة الفعالة مبنية على مبادىء السامياما التي نناقشها هنا.

كل فكرة\معنى نستعملها في السامياما تدعى ب"السوترا." في السانسكريتي، السوترا تعني، "أن نربط سوية، أو نخيط." في السامياما، السوترات هي قطع من معاني نمنحها لصفاء وعي الغبطة اللامحدود في داخلنا لتضخيمها وجعلها تتفاعل خارجاً في حياتنا اليومية، أن "نخيطها\نربطها سوية" لحياتنا الداخلية والخارجية. فإذاً، السوترات هي قطع من اليوغا بإمكاننا تنميتها عن وعي في داخلنا من خلال ممارسة السامياما.

في المقطع الثالث، أو كتاب، سوترات باتنجالي عن القوى التي فوق الطبيعة، قد تم منح العديد من السوترات لأشياءٍ مختلفة. كل هذه المعلومات ليست للحصول على نتائجٍ مباشرة أو قوى. اذا كان الامر كذلك، عندها لن تقوم بأي خدمةٍ لأحد في سياق إكتساب التنور. كل تلك القوى سوف تقوم بصرف الانتباه عن اليوغا ان كان الحصول عليها سهلاً. لحسن الحظ، كما تم ذكره في الدرس السابق، السامياما ممارسةٌ تنظم ذاتها أخلاقياً، ما يعني أن الصمت الداخلي (السامادهي) هو شرطٌ لازم للنجاح في السامياما. اذا كان هنالك من صمت داخلي، سوف تكون هنالك أيضاً مسؤولية وتصرف ضمن حدود الأخلاق (يّاما، ونيّاما)، بسبب صلة الوصل ما بين أطراف اليوغا.

السامياما هي الحصول على الصمت الداخلي (سامادهي)، والقدرة على التقاط فكرة (التركيز\دهارانا) وتركها تذهب الى الداخل (التأمل\دهايانا). عندها تصعد نتائج السامياما من الصمت الداخلي بشكل أوتوماتيكي. اذا كانت لدينا الاطراف الثلاث الأخيرة لليوغا، سوف تكون لدينا أيضاً الأطراف الأخرى، فإذاً القوى في السامياما سوف تكون مقدسة من حيث الغاية. وبالرغم من هذا، علينا أن نكون واضحين في ما يتعلق بالاختبارات بالمقارنة مع الممارسات، كالعادة، وأن نكون حريصين على أن لا ننجرف في الاختبارات التي تصعد. عندما تصعد الاختبارات، بكل بساطة نعود الى الى الممارسة التي كنا نقوم بها.

كما هي الحال مع كل الممارسات اليوغية المتقدمة، الفوائد الحقيقية من ممارسة السامياما سوف يتم إكتشافها من خلال سياق ممارسة يومية طويلة لروتين مؤلف من سوتراتٍ معينة. اذا استمرينا بتغيير السوترات كل يوم أو أسبوع، ونحن غير منتظمين في ممارستنا، النتائج لن تتجمع. اذا كنا نرغب بضرب الماء، أفضل شيء نقوم به عندها هو الاستمرار في حفر المكان ذاته. في الممارسات اليوغية المتقدمة بإمكاننا القيام بالسامياما بعد كل جلسةٍ من التأمل قبل دخولنا في يوني مودرا كومبهاكا (اذا كنا نقوم بها عندها) وما قبل فترة الاستراحة عند النهاية. السامياما تكملة لممارسة التأمل. في البداية نذهب الى الداخل مع التأمل، ومن بعدها نذهب الى الخارج مع السامياما.

لهذا الغرض، تم منح سلسلة متوازنة من تسعة سوترات هنا. الاقتراح هو القيام بكل واحدةٍ منهم لدورتين من السامياما، مرتين مع حوالي خمسة عشر ثانية في الصمت لكل سوترا، والتنقل مباشرةً خلال اللائحة في النظام. سوف يتم حفظها خلال بضعة أيام وسيكون من السهل جداً التنقل من خلالها عبر استخدام وسيلة السامياما، الذهاب تدريجياً أعمق في الممارسة خلال كل جلسة. السوترات هي:

حب

إشعاع

توحيد

صحة

قوة

وفرة

حكمة

براتياهارا: توسع الاحاسيس الداخلية

آكاشا : فراغ المادة

يجب تناول كل سوترا بكاملها، مع ال15 ثانية في ما بعد داخل الصمت. على سبيل المثال، "الحس الداخلي" هو سوترا واحدة تتبعها 15 ثانية من الصمت. إنها تتعلق بالبراتياهارا، توسع الحواس داخلياً. "آكاشا – خفة الهواء" هي أيضاً سوترا واحدة، تتبعها 15 ثانية من الصمت.

من الممكن ترجمة معاني السوترات الى لغتك الأم التي لك صلةٌ عميقة بها، كما تمت مناقشته فوق. جميعها ما عدا "آكاشا،" التي هي كلمة سانسكريتية تعني، "أرهف مستويات الأثير، الفضاء الداخلي." نعرف من علوم الفيزياء أننا أثير، فضاء فارغ في الداخل، لا شيء صلب هنا في الداخل حقاً، على الاطلاق. جسدنا هو هذا، وعندما نقوم بالسامياما على "الآكاشا – خفة الهواء،" نبدأ في الشعور بالكثير من الخفة.

اذا قمت بكل من هذه السوترات التسع مرتين في جلسة السامياما خاصتك، سوف يتطلب الامر حوالي خمسة دقائق. اذا كان هنالك واحدة مميزة تشعر بالرغبة للقيام بها أكثر، عندها أضف ذلك الى النهاية وقم في السامياما بها لمدة خمسة دقائق. الدورة تبقى ل15 ثانية، وفقط نستمر بالممارسة لخمسة دقائق، استناداً على توقيت الساعة.

اذا لم تكن هنالك أي سوترا مفضلة على غيرها، عندها بإمكانك القيام بسوترا الخفة لخمسة دقائق عند النهاية. إنها قويةٌ جداً. إنها تقنية ذهنية للكونداليني، تقوم بجذب الكثير من الطاقة صعوداً في النظام العصبي. ليس أمراً خارج عن المألوف اختبار عوارض فيزيائية كاللهث (أوتوماتيك براستيكا براناياما) و"القفز″ خلال السامياما مع سوترا الخفة. اذا كان هذا يحصل، تأكد من أنك تجلس على سطح ناعم كفرشة. قد تظهر عوارض أخرى أيضاً مع باقي السوترات كذلك الامر. نحن نحرك الصمت الداخلي الذي لا ينتهي في داخلنا، لذا التفاعلات التي سوف تصعد من الممكن أن تكون حقيقية جداً ومن السهل ملاحظتها. باتنجالي يسمي تلك التفاعلات "بالقوى الفائقة للطبيعة،" أو السيديز."

لهؤلاء الذين هم ممتلئين بالبهاكتي من أجل التنور، من الممكن مضاعفة تكريرات السامياما لأربعة مرات من أجل كل سوترا، ومن بعدها عشرة دقائق للسوترا المفضلة عند النهاية (اذا لم تكن هنالك من مفضلة، استعمل سوترا الخفة). هذا الوقت هو حوالي عشرون دقيقة من ممارسة السامياما. تأكد من تناول الكثير من الراحة عند خروجك من روتين الممارسات، خاصةً عندما تقوم بالسامياما. الاستلقاء لخمس أو عشرة دقائق عند النهاية هو امرٌ جيد. وكما جرت العادة، نستعمل تثبيت الذات في الممارسات. التقنيات الذهنية كالتأمل والسامياما قويةٌ جداً، فإذاً المبالغة بالقيام بها يشجع ظهور فيضانات غير مريحة من الطاقة. كل منا سوف يجد حدوده المريحة من خلال تثبيت الذات الحذر.

السامياما تقوي كثيراً حضورنا في صمت صفاء وعي الغبطة. إنها تروج للتكامل ما بين النواحي الداخلية والخارجية لنظامنا العصبي. السامياما تثير النظام العصبي للتطهير والانفتاح على المرحلة الثانية والثالثة من التنور، وكذلك الامر تحسين صمتنا الداخلي (المرحلة الاولى) في حياتنا اليومية. السامياما عموماً تجعل من قوة رغباتنا أقوى بكثير. عندما نرغب في تحقيق شيء على تناغم مع الفيض المقدس، المقاومة سوف تكون أقل والعوائق ستبدوا كأنها تدوب وتختفي.

لهؤلاء الذين يعيشون في صمت صفاء وعي الغبطة ويطورون عادة العمل طبيعياً من ذلك المستوى اللانهائي من الحياة، تيار مستمر من "المعجزات الصغيرة" يصبح أمراً عادياً.

قم عزيزي القارىء بممارسة السامياما بعد التأمل لبضعة أشهر وانظر بنفسك. السامياما هي أكثر من ممارسة ساكنة. إنها طريقةٌ من التفكير والفعل تصعد في حياتنا اليومية خلال تنقلنا على الدرب نحو التنور.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>