الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 45 – براناياما س. و ج. – تباطؤ عملية التنفس
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

س: منذ الوقت الذي تناولت فيه ممارسة البراناياما، طرأت تغييرات جديدة على عملية تنفسي. في البداية لم أكن قادر على إيجاد نمط، وكنت إما خلف أو أمام حاجتي للهواء حينما كنت أتنفس بسهولة. ولكن في الفترة الأخيرة، إن الامر يهدأ كثيراً. يبدوا أنه لدي القدر الكافي من الهواء، بالرغم من أن التنفس يبطأ أكثر فأكثر. في بعض الأحيان يبدوا أن تنفسي يتوقف في أحد مراحل الدورة. هل هذا طبيعي؟ هل أُلحق الضرر بنفسي عندما يبطأ تنفسي بهذا الشكل الى حد أنه تقريباً يتوقف؟

ج: تجربتك هذه جيدة جداً. إنها تبرهن أن الكثير من التنمية تحصل تحت نظامك العصبي، وقوة الحياة تصعد من الداخل لإستبدال كمية الأوكسيجين المخفف من كمية تناولها. لهذا تشعر بالارتياح مع تباطؤ تنفسك، ومن دون ضغط. هذه نتيجة طبيعية للبراناياما ولن تكون مؤذية بالنسبة لك، ما دمت لا تدفع العملية.

هناك مبدأ طبيعي عظيم يعمل هنا. إنه السبب لماذا البراناياما ممارسةٌ فعالة في تنمية النظام العصبي. تذكر أن "البراناياما" تعني "حبس طاقة الحياة." عندما نسيطر على طاقة الحياة بطريقة بسيطة غير قاهرة، شيءٍ ما يتم خلقه. الكبت اللطيف للنفّس يخلق ردة فعل مصاصة حيوية، إمتصاص صغير لقوة الحياة التي فينا. الجسد يجب أن يتعامل مع هذا النقص اللطيف من طاقة الحياة عبر طريقةٍ ما. إنه يفعل هذا عبر السحب من المستودع الضخم للبرانا في داخل الجسد، وهذه البرانا تفيض من أعماق نظامنا العصبي. هذه ديناميكية جديدة في النظام العصبي، والفيض من الداخل يلعب على الاعصاب مع تأثير مُرخي ومطهر. هذه العملية هي في قلب الأثار التي تأتي من البراناياما. تماماً ما قبل فيض البرانا الذي يصعد في البراناياما يوجد الفيض اللامتناهي من صفاء وعي الغبطة، إفتراضاً أننا نمارس جلسة تأملنا اليومية.

كلنا متآلفين مع تطبيق مبدأ السيطرة على النفّس في كافة نواحي الحياة. إذا قمنا في السيطرة بأسلوبٍ ناعم على ما يبدوا أنه حاجتنا الحالية، نحن نستفيد بطريقة ما. هذا صحيح تحديداً حينما نبالغ في سد حاجاتنا الآنية، كما نفعل اليوم في أسلوب حياتنا الاستهلاكي. هناك حكمة كبيرة في المقولة، "خير الامور أوسطها."

مثل بسيط وواضح هو الأكل. إذا سيطرنا بأسلوب لطيف على إستهلاكنا للطعام، نبدأ بحرق الدهن في جسدنا لكي نستبدل النقص في تناول الطعام. هذا لديه أثر تطهيري على الجسد، وسيحسن صحتنا طالما لا نأخذ الامور للتطرف ونُصبح كالمصابين بمرض الأنوريكسيا.

مبدأ السيطرة يعمل على مستويات مختلفة للحياة. إذا سيطرنا على مصروفنا حتى قليلاً، نجد انه لدينا المزيد من المال. إذا خسرنا عملنا، الامر الذي لا يُعتبر دائماً كحدث إيجابي، غالباً ما نجد عمل أفضل. الحياة لديها طريقة في التعويض عن مهما يكن الذي تم السيطرة عليه، غالباً بأشياء أفضل. ليس هناك من شك أننا إن أقمنا توازن لتصرفاتنا الزائدة، نجد المزيد في الحياة. في نواحي عديدة من الحياة، نجد أن أقل هو المزيد.

هذا المبدأ يعمل أيضاً في التأمل. حينما نفضل بسهولة المانترا، نحن بشكل لطيف نكبت فيض الأفكار التي نحن تقريباً دائماً مندمجين فيها. في التأمل، نخلق حالة حيث الانتباه لا يركز على المعنى. ولكن، نترك العقل فاعل مع المانترا. لا نتركه ينام. فإذاً، مع فرص أقل لكي يتعلق العقل بالمعاني هناك حالة جذب موجودة فيه. ماذا يحصل؟ حسناً، أنت تعرف ماذا. الانتباه يذهب الى مستويات أهدأ فأهدأ، لحين ما يصبح العقل هادىء تماماً داخل سكون صفاء وعي الغبطة. عبر السيطرة بأسلوب لطيف على فيض العقل، نخلق نقطة جذب تقوم بإستجلاب صفاء وعي الغبطة إلينا.

لقد قيل، "متى ما تلمح الطبيعة نقص، تسارع لكي تملأه." هذا صحيح. معظم اليوغا مرتكز على تطبيق هذا المبدأ لإستثارة النظام العصبي لدى الانسان لتطويره نحو مستويات أعلى. نحن لسنا عادةً موحى لنا بان نقوم طبيعياً بكبت الاشياء التي نعتبرها أساسية لوجودنا. ولكن، إن فهمنا مبدأ التعويض الذي يعمل في كل مكان، سوف نجد فرص لكي نتقدم في حياتنا مع خبرة ومهارة أفضل. البراناياما هو مثل مشع لتطبيق هذا المبدأ. كما سوف ترى، ممارسة البراناياما تذهب بعيداً في داخل جوهر ما نحن عليه، وتلعب دور كبير في سحبنا الى الخارج، الامر الذي يجعلنا نشع.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>