الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 411- الأقل هو أكثر
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

إن الطريق الروحي مليء بالتناقضات. معلم يقول لنا أن نمارس، أما معلم آخر يقول لنا أن الممارسات ليست ضرورية. يقال لنا "فقط كن". أحيانا نفس المعلم قد يعطينا إرشادات متناقضة وفق موقعنا على الطريق الروحي.

إذاً ما هي الحقيقة؟ الحقيقة هي أن الطريق و المكان المقصود هما لدرجة كبيرة خارج نطاق الفكر المنطقي، وفي نفس الوقت مصدر كل الفرح والحرية من العذاب في هذا العالم.

كل واحد منا سيجد طريقة ليقتلع نفسه من حذائه ليصعد إلى التجربة الإنسانية المطلقة، التي نصفها بغبطة النشوة، الوعي الفارغ، أن نكون واحد مع كل شيء، أو كل هذه الأشياء في نفس الوقت. إن الفكر لا يستطيع فهم هذا الأمر، فيقع في اللغز. مع ذلك، إن التجارب حقيقة، ورغبتنا لمعرفة الحقيقة تحفزنا. إنها الرغبة في المزيد في كل نواحي الحياة، كما أنها الجسر ما بين الحياة التي نعيشها الآن والحياة التي سندركها بواسطة الانفتاح الروحي المستمر. هناك تناقض هنا أيضا. إن الرغبة و التعلق هما الهلاك في الحياة الروحية، لكن في نفس الوقت إنهما الطريق الملكي نحو الخلاص: "ابحث وستجد. اقرع الباب وسيفتح لك".

إن كل الرحلة هي العمل من دون عمل، تنمية للثبات في العمل. مما يوصلنا مباشرة إلى تناقض آخر لطالما تكلمنا عنه هنا: "الأقل هو أكثر".

في حين أن "الأقل هو أكثر" قد يبدو لغزاً، هناك أسباب ملموسة لهذا التناقض الظاهري. له ناحية عملية.

على سبيل المثال، مع جلوسنا لممارسة براناياما التنفس السنسلي والتأمل العميق، ماذا نفعل؟ في الحالتان، إننا نصقل انتباهنا في الجهاز العصبي، نذهب إلى أقل الأقل، ننمي التطهير و الانفتاح وتوسع دائم في داخلنا. كل هذا في النهاية يتدفق في حياتنا اليومية. من خلال القيام بالأقل بشكل منهجي، أننا نجلب المزيد إلى حياتنا- مزيد من السلام، مزيد من الطاقة، مزيد من الإبداع، مزيد من الحب الخ….هذا هو برهان أن الأقل هو أكثر، خصوصاً أننا نلاحظ هذا الأمر في حياتنا اليومية. هذه الناحية مذكورة في كل التقاليد حول العالم. تخطي الحياة الخارجية والوصول إلى خزان عظيم في داخلنا، مصدر كل السعادة، سواء كان الإطار ديني أم لا. كم انه المبدأ وراء كل خدمة للآخرين. عندما نعطي، نسلم شيء منا، إن التدفق الذي يعود لنا يكون مضاعف. إن الأقل يصبح أكثر.

في الممارسات، لطالما ذكرنا الناحية التطبيقية ل " الأقل هو أكثر" خلال مناقشة مبادئ "التثبيت الذاتي". هذا ينطبق على كل مستويات الممارسة- مبتدأ، متوسط، متقدم. مع تطوير مقدراتنا في التثبيت الذاتي، نكسب أكثر من ممارساتنا. إن الاعتدال في الممارسات لإيجاد التوازن يؤدي إلى نتائج أعظم. إذا كنا متشددين في الممارسات ونتطهر ونتفتح بسرعة مبالغ بها، سنجد نتائج اقل ولو كنا نقوم بالأكثر. في هذه الحالة إن الأكثر هو اقل! إن الإفراط في الطاقة يؤدي إلى تأخير كبير و مطول في الممارسة اليومية. بالتالي إن ممارسة متزنة تجعلنا نتجنب هذه الأمور فنمشي قدماً في طريقنا.

لاحقاً، عندما نختبر يقظة لحركة النشوة (الكونداليني)، سنجد زخم من الاكتفاء الذاتي يصبح نشيطاً في جهازنا العصبي. في حين أننا نستمر بالاستفادة جداً من الممارسات اليومية، إننا نكتشف أننا لسنا بحاجة إلى الكثير من الوقت والمجهود في الممارسة (كما في الماضي) للمحافظة على نفس درجة التطهير والانفتاح المستمر. نسمي هذه الحالة " طيران- العجلة"، حيث زخمنا الروحي الداخلي يصبح مكتفي ذاتياً بشكل كبير. هذا لا يعني أننا انتهينا من الممارسات، فقط نجد أننا أصبحنا على "حافة الشفرة" للمحافظة على تقدم جيد براحة. هنا تصبح البراعة في التثبيت الذاتي حساسة أكثر، خصوصاً مع برهان أن "الأقل هو أكثر" يصبح واضح جداً لنا في حياتنا اليومية. عندا نقع بالإفراط بالممارسة ، أو في تصرفنا، سنكتشف ذلك بسرعة. إذاً الاعتدال يصبح أساس كل شيء لليوغي المتقدم.

في نفس الوقت، إن التدفق من داخلنا يزيد، وتأثيرنا يزيد وفق ذلك، حتى ولو بدا أننا نقوم بأقل. نسمي هذا "تدفق الحب الإلهي". فقط نتصرف بشكل طبيعي والحياة تحصل انه الأقل الذي يصبح أكثر. عند اكتماله، انه لا شيء الذي يصبح كل شيء، الثبات في العمل، المبدأ الكامن وراء كل الوجود. اننا هذا. والآن عدنا الى بداية النقاش عن جديد. إن الطريق هو تنمية تناقض في الحياة العادية، مع الكثير من الخطوات العملية أثناء الطريق. داخله، نجد الشيء الأكثر عملية في العالم- السعادة التي لا تنتهي.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>