الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 408- سامياما، الكدح والغير ثنائية
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

س: لقد قلت أن سامياما تساعد التأمل العميق في تنمية الصمت الداخلي الراسخ وإنها تنمي "الثبات في العمل". أجد صعوبة في فهم هذه الأمور على أنها شيء واحد. إذا كنا منشغلين بالقيام بأعمال في العالم الخارجي، كيف يكون هذا ثبات؟ لقد فهمت معنى الشاهد الصامت، المراقب الغير متأثر،الفاعل الذي يدرك كل الأشياء المختبرة حسياً. لكن كيف هذا يصبح "الثبات في العمل" وكيف سامياما تقوم به؟

ج: يحب التوضيح أولاً أن ظهور الصمت الداخلي (الشاهد) وتوسعه ليصبح "الثبات في العمل" هو أمر مبني على الاختبار. نستطيع الكلام عن هذه الأشياء بشكل نظري، هذا قد يعطي بعض الإلهام للقيام بالممارسات. لكن في النهاية إن الاختبار يحدد علاقاتنا مع الممارسات، الشاهد، الثبات في العمل و الغير ثنائية الناتجة. هذا يوصلنا إلى اختبار مباشر إن كل شيء هو هذا الذي لا صفات له، حتى ولو أن الحب الإلهي يتوسع ويتدفق في العالم مع هذا الإدراك. تناقض غريب. لا نستطيع فهمه بالعقل- فقط نختبره.

على الرغم من ذلك، نستمر بالكلام عنه. لماذا؟ ليكون هناك نوع من الإطار لتطبيق طرق التحقق. عندما يظهر الاختبار، إن الحاجة لهذا الإطار ستخف، لأننا أصبحنا نعلم الشيء بحد ذاته. لكن، قد نستمر بالكلام عنه لإفادة الآخرين ولتوضيح حالتنا. وهكذا تستمر الأمور- كل هذا الوصف لهذا الذي لا وصف له، وتأكيدات "الثبات في العمل"…الكلام عن هذا الذي لا نستطيع الكلام عنه ، فقط نختبره.

إذاً اترك كل هذه المعلومات تغسل وعيك واتركها تذهب إلى الثبات. تخلص من الرغبة في وضعها في علبة اسمها "فلسفة". هكذا فقط تصبح المعلومات مفيدة. سامياما هي تقنية تساعدنا في تنمية عادة صقل نوايانا وأعمالنا في الثبات. كما أن سامياما تقوي وتثبت صمتنا الداخلي في داخلنا أيضا. كما نعلم، أن تقنية سامياما تعتمد على وجود بعض من الصمت الداخلي المرسخ الذي نميناه مسبقا بواسطة التأمل العميق. عندها فقط نتمكن من إطلاق النوايا في الصمت الداخلي المرسخ

(الشاهد) ونوسع وجوده وتأثيره بشكل كبير. إن ما يحصل في سامياما هو في ميدان التناقض كما سبق و شرحنا. يتم إطلاق نيتنا في الثبات، والثبات يتحرك. نحن لا نحرك الثبات. إن الثبات يتحرك من تلقاء نفسه وفق النية التي تم تسليمها له. إن النتيجة تكون وفق هذا التدفق وليس وفق رغبتنا أو نيتنا الشخصية. لهذا نسميه تدفق الإلهي. هذا هو جوهر الدعاء الفعال. إن التدفق سكون وفق حاجة الوضع، فيما يتعدى فهمنا له. لهذا السبب إن سامياما الفعالة تعتمد ليس فقط على تسليمنا للنية، بل أيضا التسليم للنتيجة. نقوم بالممارسات اليومية المنهجية وفق ذلك أيضا، مع لائحة محددة من السوترا، لنتمكن تدريجياً من تنمية المقدرة على عيش كل نواحي حياتنا بهذا الشكل الموحد في الثبات.

كل شخص يمارس سامياما يومياً يعلم أنها ليست عملية نظرية أو سلبية. نستطيع رؤية هذا التدفق الحقيقي الداخلي للطاقة كنتيجة مباشرة لممارسة سامياما. كما نستطيع مراقبة الأحداث الحقيقية في العالم وفق هذه الممارسة. البعض قد يرى هذه الأحداث على أنها "أعجوبة". نحن لا نعلم تحديداً ماذا سيحصل، لكن من المؤكد أننا نلاحظ تدفق الحياة يتأثر بشكل ايجابي ومبدع بفضل الثبات الذي نحن لعبنا دور في تنشيطه.

من ناحيتنا، بالإضافة إلى القيام بالممارسات اليومية الفعالة، علينا الاستمرار بالعمل النشيط في العالم الخارجي. الثبات يكون فعال في العمل إذا كنا نقوم بعمل. إن المعادلة المجربة والصحيحة للحصول على أقصى تطور روحي لنا و لمحيطنا هي "سامياما بالإضافة إلى الكدح". الكدح يعني الاستمرار بالعمل النشيط كلما تقدمه الحياة لنا كل يوم. هذه معادلة لتثبيت الصمت الداخلي (الشاهد) في جهازنا العصبي كحقيقة مستمرة الوجود، ولتوسيع نوعية الثبات في العمل في العالم الخارجي. إذا لم نكن نشيطين، إن دور الثبات في العالم يكون محدود.

عندما نبدأ هذه العملية، تنمية الصمت الداخلي من خلال التأمل العميق وتنشيطه في سامياما وأعمالنا اليومية، عندها نختبر التوحيد (الغير ثنائية). هذا يعني ببساطة إننا نلاحظ أننا المحيط والأعمال التي نقوم بها، على الرغم أننا هذا الذي لا صفات له ولا يقوم بأي شيء. بالفعل، اكتشف أننا لا شيء بتاتاً، على الرغم أننا كل شيء ونقوم بكل شيء!

هذا هو الإدراك المختبر للطبيعة الغير ثنائية للوجود، النتيجة الطبيعية لتنمية الصمت الداخلي في العمل. انه لا أمر لا يفهم بالعقل، لكنه مليء بالفرح. المهم هو الاختبار وليس النظرية. أطلق النظرية تماماً في الثبات وقد تختبرها الآن.

كل هذا يعتمد على الممارسة اليومية والخروج و الكدح في الحياة اليومية. هذا ليس طريق للكسالى. ليس هناك من رحلة مجانية. كل واحد يتقدم وفق مجهوده.

التنور ليس حالة جامدة، ليس حالة عدم النشاط. انه حالة من النشاط الغير محدود في الثبات. أحياناً قد نضطر للقيام بالتثبيت الذاتي من اجل الجسد/الفكر. لا يجب أن نحرق أنفسنا. في نفس الوقت، التنور ليس للكسالى. إن التنور هو تطهر وانفتاح مستمر، دائماً هناك مستوى أعلى نتطور نحوه. إنها عملية الحياة التي لا تنتهي- النهر العظيم للتطور الذي نحفزه و نبحر فيه.

عندما نختبر الغير ثنائية قد نفترض أننا وصلنا فنوقف ممارساتنا ونوقف كل أعمالنا اليومية في العالم الخارجي. قد نفترض أيضاً أن ليس هناك المزيد لنتعلمه فنرغب فقط في تعليم ماذا اختبرنا. هذه غلطة شائعة. هذا لا يعني أننا لا نستطيع التعليم وفق المستوى الذي وصلنا له مهما كان. جمعينا علينا التعليم لإفادة الآخرين. إن الخدمة هي جزء من الطريق الروحي. لكن من الخطأ أن نفترض أننا وصلنا إلى الهدف النهائي. في الحقيقة إن التطور يستمر بشكل لا ينتهي في كل مكان. ونحن جزء من هذا التطور الغير متناهي. إذا شعرنا أن هذا التطور لا يعنينا، هذا يدل على نظرية ثنائية، انه وهم. طالما الحياة تستمر، ليس هناك نهاية، ليس بالنسبة لنا وليس بالنسبة للآخرين, قد نرغب أن نترك هذا القطار، لكن تركه هو ثنائية، أكثر ثنائية بكثير من الاستمرار بالعمل لزيادة تطورنا الذي هو تطور الجميع.

هناك فكرة خاطئة ومنتشرة نظن أن الثنائية والغير ثنائية يستبعدان بعضهما البعض. هذا ليس صحيح. إن نظرية "استبعاد بعضهما البعض" هي ثنائية. من خلال القبول و العمل في الثنائية في الثبات، ندرك الغير ثنائية، من دون التناقض الواضح الموجود في الفلسفة الغير ثنائية، أو التجربة المجتزأة للتوحيد. انه وهم في الفكر، حيث الفاعل والشيء يبقيان في عداء. علينا الوصول إلى الثبات النشيط بالكامل. نسميه أيضا "التسليم النشيط". انه يقظة اختبارية متجذرة في الجهاز العصبي، وليست يقظة فكرية في العقل.

الغير ثنائية تدرك فقط عندما يندمج الفاعل مع الشيء. هذا يحصل فقط من خلال القيام بالعمل في الثبات- الثبات في العمل. سامياما تنمي هذا الأمر من خلال دمج النوايا والأعمال في الثبات، الذي يظهر خارجاً في ميدان العمل (الكدح). دمج هاتين الناحيتين الأساسيتين من الحياة (الخارج والداخل) في التجربة المباشرة. سامياما تقوم بهذه المهمة.

نعود إلى العبارة التي استعملت هنا من وقت لآخر: "إن الواحد هو الكثرة، والكثرة هي الواحد".

لا نستطيع فهم هذا الأمر بواسطة الفكر- فقط نستطيع اختباره, لهذا الهدف نستعمل التطبيق المنهجي للممارسات.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>