الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 346- خارطة طريق تحول العمل
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

في الدرس السابق شرحنا التحول الروحي للعمل. كيف يحصل ذلك؟ هل هناك خارطة طريق لهذا التحول ليكون عندنا فكرة عن الذي سيحصل؟

كل شخص مختلف في كيفية حصول التطهر والانفتاح في الجهاز العصبي. لكن هناك تقدم عام نلاحظه. الأول متصل بفكرنا، وكيفية رؤيتنا لأفكارنا، مشاعرنا والعالم من حولنا. مع تقدم التجارب يحصل انفتاح لهذا الإدراك مما يحدد أعمالنا في العالم. إن عملية التحول لها علاقة بظهور الصمت الداخلي وكيفية رؤيتنا للأشياء مع انتقال إحساسنا بذاتنا بعيدا عن الأشياء المدركة بواسطة الحواس واستقراره في صمتنا الداخلي الراسخ أو الشاهد. إن تحول العمل يتقدم بالتزامن مع تقدم نضج الفكر من ناحية الصمت الداخلي.

إن أعمالنا تلعب دور في توسيع الصمت الداخلي في الفكر وهي تتأثر بالصمت الداخلي أيضا. سنحاول تحديد بعض مراحل الفكر وفق تطور العمل مع قيامنا بالممارسات الروحية يوميا على المدى البعيد، وتحديد كيفية تأثر أعمالنا مع انتقالنا من مرحلة إلى أخرى.

- مرحلة ما قبل الشاهد- العمل وفق الرغبات الخارجية لإشباع الذات الفردية الجسدية

- الشاهد- العمل منفصل عن ذاتنا الظاهرة الصامتة. العمل من دون الشعور بالعمل.

-التمييز- أخلاقية مبدعة تشع من الثبات والذي نستطيع إختيار إظهارها في أعمالنا. مرحلة من الوعي الأعلى.

- التمييز الملتهب- تخطي التمييز الواعي والوصول إلى التعبير الأوتوماتيكي عن القيم الداخلية في أعمالنا.

- تدفق الحب الإلهي- خدمة الآخرين بفرح من دون حاجة الحصول على مقابل. الإدراك المستمر للحقيقة في الحياة العادية. الرومانسية الإلهية وتفتح التوحيد.

كما ذكرنا، تجربة كل شخص على الطريق الروحية ستكون مختلفة قليلا. لكن هناك بعض العوامل المشتركة ما بين الجميع. من دونها التقدم سيكون محدود. هذه العوامل الثابتة والمشتركة هي الممارسات اليومية (خصوصا التأمل العميق)، ظهور الصمت الداخلي (الشاهد) وانتقال تدريجي من النية والعمل المبني على الأحداث الخارجية، النتائج و جدول الأعمال، إلى النية والعمل المبنية على الثبات الداخلي (مفعول سامياما)، مما يؤدي عفوياً إلى نتائج أكثر انسجاماً تحصل دائما في الحاضر.

إن رغباتنا ترتقي وفق ذلك مع تقدم الانفتاح. إنه جزء من الانتقال من الوعي الفردي المحدود للذات إلى ظهور الوعي الأوسع للتوحيد. مع حصول ذلك، الثبات يصبح ديناميكي في وعينا، فيحصل التدفق الدائم للحب الإلهي وإدراك التوحيد في العمل. هذه هي ثمرة التحول الروحي للإنسان.

النتيجة هي، "تصرف مع الآخرين كما تحب أن يتصرف الآخرون معك".

تجربة التوحيد هي العمل للآخرين الذين نراهم أنهم نحن أيضا. نجد أن كل شيء ينعكس تماما مثل الانعكاس في المرآة و في كل نواحي الحياة، أينما ذهبنا. كما هناك حب وفرح عظيم في مساعدة الآخرين. إنها الحياة في التوحيد.

عندها كل عمل يصبح تقدمة، عمل نابع من الإخلاص (بهاكتي). ليس هناك من ادعاء أبداً. الاحتفال هو مجرد أن نعيش حياتنا كما كنا نعيشها في السابق، ومشاركة الآخرين أثناء الطريق. إنها حياة نعيشها بسلام وتقدم في كل خطوة. عندها آلية الكارما ستعمل للمصلحة الأعلى من دون أحكام "الجيد و السيئ". إن كل عمل وكل نتيجة عمل تصبح نقطة انطلاق لانفتاح جديد.

سيكون هناك تداخل في مراحل الفكر التي نختبرها في طريقنا. على سبيل المثال، في مرحلة ما قبل الشاهد، لن نكون مجردين تماما من الشاهد أو من وعي يساعدنا في القيام بخيارات فضيلة. بعض خياراتنا ستكون أوتوماتيكية – سنقوم بالعمل الصحيح من دون ادعاء ودعاية وحبنا سيتدفق إلى أحبائنا في حياتنا، مما يشعرنا بالتوحيد. كلنا مرينا بهذه التجارب، وكل مراحل الفكر مشمولة: ما قبل الشاهد، الشاهد، التمييز، التمييز الملتهب وتدفق الحب الإلهي.

حتى إذا شخص لم يتأمل أبداً في السابق، فإن مراحل الفكر ستتداخل. إن عوامل العيش المتنور موجودة منذ الآن في كل واحد منا. نحن فقط بحاجة إلى كشف هذه المقدرات التي نملكها.

مع ظهور ميلنا لإكتشاف مقدراتنا العظمى، وإخلاصنا لمثال أعلى نحن نختاره، والعمل على هذا يوما بعد يوم، عندها كل هذه المراحل ستتنور بشكل متزايد مع الوقت. إن الترتيب الذي ذكرناه سيبقى موجود، لأن كل مرحلة تعتمد على المرحلة السابقة للحصول على التطور المكتمل.

قبل الحصول على مقدرة التمييز ما بين الأعمال المبنية على الداخل والخارج، نحن بحاجة لعلاقة داخلية في الثبات نتمكن الاختيار منها - الشاهد. قبل الحصول على الشاهد الداخلي الراسخ (نتيجة التأمل العميق)، لا نستطيع اختيار البقاء فيه عند قيامنا بالعمل. لا نستطيع خلق الشاهد بواسطة عملية فكرية. نستطيع فقط إظهار الشاهد من خلال التأمل. في لغة اليوغا، الشاهد هو السامادي، ويتم تثبيته من خلال التأمل. إن الشاهد نتيجة تحول في النوروبيولوجيا الداخلية، هذا يحصل مع الوقت، وهو ليس موقف أو فكرة نستحضرها عندما نريد إذا لم يتم تنميتها مع الوقت من خلال التأمل العميق يوميا.

كذلك لا نستطيع الوصول إلى الشوق في عدم الشوق لحين تنميتنا لعادة التمييز- القيام بخيارات نابعة من الثبات. مع تقدمنا في تطوير عادة التمييز، عندها عملية التمييز بحد ذاتها ستذوب تدريجيا في الثبات، فتصبح من دون شوق. مع تقدنا بالبهاكتي، نكتشف أننا نستطيع أن نكون مع شوق ومن دون شوق في ذات الوقت، مع استمرارنا بالعمل في الحياة اليومية.

من دون شوق ليست مرحلة جامدة. حتى مع ترسخنا في الثبات، نستطيع التحرك والعمل مع الكثير من الشوق. هذا هو التناقض في التنور. ليس هناك نقطة نتوقف فيها ونقول، "الآن قد انتهينا، ليس هناك المزيد للقيام به."

الروح تتحرك دائما، تخلق دائما وتخدم دائما. نحن هذا – الثبات في الحركة. لا نستطيع أن نصبح تجسيد للحب إذا توقفنا عن العمل لمصلحة كل الوجود.

أضمن طريقة لتخطي الكارما والخروج مما يسمى بعجلة الولادة والموت هي أن نصبح عن وعي تعبير عن هدف الحياة الذي هو إدراك الطبيعة الإلهية للحياة في كل الأعمال، الكبيرة والصغيرة. إن كسر العبودية على المستوى المادي هو بالعمل من دون العمل.

الكارما يوغا تتحقق عندما نصبح الثبات في الحركة. عندها نعمل من دون أن نعمل، نضحك من دون أن نضحك، نبكي من دون أن نبكي. سنكون كل شيء على الرغم أننا لا شيء.

عندها نصبح أحرار، وفي أفضل موقع لخدمة الآخرين، مع تماشي كل أعمالنا عفويا بقوة التطور الكوني.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>