الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 340 – تحويل طاقة العاطفة للتنور
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

عندما نعلم كيفية التعامل مع الايشتا، حتى ولو قليلا، سنجد أنفسنا في موقع جلب قوى الكون لمساعدتنا في التحقق. قد يبدو الأمر أنه مبالغة، لكنه ليس كذلك.

إن قوة العاطفة هي قوة الكون. لماذا؟ لأن كل العواطف هي قوة الحب، الذي يسعى إلى جمع كل ما هو موجود. على هذا المستوى المادي، العاطفة في اتجاهين – جمعنا في الاتحاد وتفريقنا في الخوف. لكن هذين الاتجاهين هما تعبير عن نفس الطاقة الإلهية التي تبحث عن الاكتفاء. انه مجرد سوء فهم مما يدفعنا إلى الخوف، السخرية، وكل الأمور السلبية التي نراها في العالم. العاطفة دائما تبحث عن الحب، أما هنا أو في مكان آخر عند الحاجة.

لكن نستطيع تحويل ديناميكية العاطفة في ميدان الأضداد إلى هدف أكثر إنتاجية، وهذه المقدرة يعطينا إياها الايشتا. إن قوة الكون يصبح صداها أقوى بواسطة الإخلاص للإيشتا.

تماما مثلما في فن الدفاع عن النفس حيث الشخص يستعمل طاقة عدوه للحصول على النتيجة المرغوبة، إن كل أنواع طاقة العاطفة (الايجابية والسلبية) نستطيع توجيهها إلى هدف أعلى بمساعدة الايشتا المختارة. بالتالي كل المواقف والعلاقات التي نصادفها في حياتنا اليومية نستطيع استعمالها لتحويل طاقاتنا لهدف أعلى، هدف مثالنا الذي اخترناه.

مع تقدمنا في المقدرة على تحويل كل العواطف، الصغيرة والكبيرة لإشباع مثالنا المختار، سنجد أن إخلاصنا يرتفع إلى مستوى من التدفق الدائم. هذا التدفق يتطور مع الوقت ليصبح اوتوماتيكي في كل نواحي حياتنا، والنتيجة النهائية ستكون تدفق دائم للحب الإلهي.

هذه هي البهاكتي، التدفق الدائم للرغبة نحو مثالنا المختار الذي يوسع دائما الأبعاد الداخلية والخارجية فينا. هذا يحصل من خلال تعلم تحويل كل طاقتنا العاطفية لهذا الخصوص. هذا لا يعني أننا نتجاهل عائلتنا ومهنتنا. بل يعني دمجها، ودمج كل شيء في حياتنا في عملية التحول. بهذه الطريقة، إن أعمالنا وعلاقاتنا ترتفع إلى مستوى التفاعل الإلهي. كما أن إخلاصنا سيزيد جداً عند توحيد كل طاقات العاطفة مع الرغبة الإلهية.

مع تطور الايشتا المختار، سيتضمن كل الأشخاص الذين نحبهم. هذا أمر سهل وطبيعي جداً لأننا نملك هذا الميل أصلاً مع عائلتنا من هنا، إن حبنا سيتوسع عفوياً ليتضمن الآخرين الذين نصادفهم في مكان عملنا، مجتمعنا وفي كل العالم.

كلما زاد إخلاصنا للآخرين، كلما يزيد التدفق الإلهي من خلالنا، فيزيد الإشعاع فينا ومن حولنا.

إن الطاقة الإلهية ستنجذب إلينا حيثما كنا. سنصبح مغناطيس لأي شخص يستطيع أن يساعدنا في تدفقنا الداخلي، كما انه سيكون مغناطيس لنا. بواسطة نيتنا وموافقتنا، الطاقة الإلهية ستتدفق. من هنا العبارة " إن إيمانك قد جعلك كاملا". إن متلقي الطاقة الإلهية هو الذي يحدد التدفق، وليس المصدر. الطاقة الإلهية موجودة في كل مكان، ومن السهل إيجادها عندما نقوم بالتحويل الفعال لطاقة العاطفة إلى البهاكتي الصافية. كل الكون يندفع لمساعدة هذا الشخص الذي يحول طاقة عواطفه.

تحويل الطاقة العاطفية الايجابية

كلنا عندنا تجارب عاطفية ايجابية في حياتنا. هناك الأشخاص الذين نحبهم، أصدقاؤنا والمشاعر المكتسبة عند النجاح في أعمالنا في العالم. كل هذه الأمور هي فرص لتوسع البهاكتي فينا. حتى الشعور الصغير النابع من انجاز صغير (مثل إفراغ القمامة) نستطيع استعماله لزيادة البهاكتي.

في السابق، كنا نشعر أن أحاسيس الحب أو الانجاز هي اكتفاء بحد ذاتها. بالتالي كنا نسعى على الحصول عليها أكثر في حياتنا. نسعى لتحسين علاقاتنا ومهنتنا لنشعر بحالة أفضل كل الوقت. لكن هناك طبقة مخبئة تتضمن طاقة واكتفاء اكبر بكثير.

على سبيل المثال، عندما نحب طفل ونحمله بعناية واهتمام، نشعر عندها بشعور عظيم لا يوصف. انه أمر إلهي. لكن نستطيع جعله أعمق بواسطة استعمال مثالنا المختار. إذا قمنا بذلك، إن الطفل يصبح تعبير عن الايشتا التي اخترناها. بالتالي حمل الطفل يصبح تعبد للإلهي. قد يكون الأمر كذلك في السابق لأن هذه هي طبيعة الأبوة. من الطبيعي أن تكون علاقة الطفل – الأهل علاقة إلهية.

لكن هل سيبقى الأمر الإلهي عندما يصبح الطفل عمره عامين يخرب المنزل ويرفض تطبيق طلبات أهله؟ أو عندما يصبح مراهق متمرد؟ عندها إنسى التدليل الإلهي، لكن الحب لن يختفي حتى ولو تم التعبير عنه بصرامة.

إذا كنا على الطريق الروحي وكنا ننمي رغبتنا الإلهية، إن علاقتنا ستبقى إلهية وتعبر عن ذاتها وفق الحاجة في السراء والضراء، متجذرة في الصمت الداخلي المتنامي يوميا بالتأمل العميق. هذا سيكون له نتيجة عميقة على تطورنا الشخصي وعلى تطور أولادنا الذين سيعلمون بالغريزة أن شيء ما يعمل ويتخطى الهاء اللحظة الحالية. هناك شيء ما ايجابي يدوم أكثر من أي أمر مزعج قد نصادفه في الحياة. انه إدراك سيستمر مع أولادنا طول عمرهم. الحب الإلهي عملي جداً بهذه الطريقة. عندما يلمسنا لن يغادرنا أبداً.

في حين نستطيع اخذ كل عاطفة ايجابية وتحويلها إلى مستوى إلهي من خلال دمجها في مثالنا المختار، نستطيع القيام بنفس الشيء بالعواطف المتعلقة بما نسميه اختبارات سلبية نصادفها في حياتنا. في الحقيقة ليس هناك اختبارات سلبية. نحن من يرى الأشياء سلبية أو ايجابية. دائماً نملك الخيار. مع تقدمنا في البهاكتي والممارسات القوية التي يلهمنا على القيام بها، سنعلم أن هناك حقيقة تتخطى كل ايجابيات وسلبيات الحياة. إنها واقع الترسيخ في الصمت الداخلي المستمر، غبطة النشوة وتدفق الحب الإلهي.

إن العواطف السلبية والايجابية نستطيع أخذها إلى الحدود القصوى في البهاكتي، لدرجة نوبة من العواطف وأكثر. هذه ناحية تم توثيقها في حياة كل القديسين والحكماء. هؤلاء العظماء استعملوا كل من العواطف السلبية والايجابية، أي شعور يظهر، في البحث الإلهي. هل هذا النوع من اليأس العاطفي ضروري للسفر على طريق التنور؟ هذا يعتمد على الشخص.

إن حكماء مشهورين مثل رومي، راماكريشنا، بوذا ويسوع المسيح عندهم كلهم هذا العامل المشترك. كلما أصبحوا أكثر إلهاماً و/أو يأساً، كلما عبروا أكثر عن الإلهي في داخلهم. أحياناً تم النظر إليهم أنهم مجانين الله أو مجانين الحقيقة، إذا كان يجب أن نكون مجانين لشيء ما، ليكون عندنا هذا البحث الروحي. الاختبار الروحي هو مزيج من فرح النشوة، الخوف والدموع، كلها لهدف واحد وثابت أي تحقيق مثالنا المختار.

تحويل الطاقة العاطفية السلبية

قد لا يكون دائما واضحا أننا نملك خيار في كيفية توجيه وتركيز طاقاتنا. بالتالي نعلق في أحداث اللحظة وتصبح طاقتنا العاطفية مركزة بطرق غير منتجة بسبب ردة فعلنا السلبية. لكن نستطيع تغيرها من خلال وسائل البهاكتي.

على سبيل المثال، لنفترض أننا علقنا في زحمة سير خانقة وتأخرنا على موعد. كلما تأخرنا كلما تزيد عواطفنا. إن ردة الفعل السلبية بهذه الحالة هي استعمال بوق السيارة وان نشتم سائق السيارة أمامنا والذي يعرقل طريقنا. من ناحية أخرى، إذا كنا نملك مثال مختار لتطورنا الروحي وهذا المثال أصبح قوي فينا، سنتمكن من اخذ طاقة العاطفة التي تظهر بسبب الزحمة والتأخير عن الموعد وتحويلها لنداء لتطورنا الروحي. بدل من استعمال بوق السيارة و الصراخ على السائق الذي يؤخر تقدمنا بعض الأمتار، نستطيع أن نشكو إلى الله تقدمنا البطيء نحو التنور.

" يا الله إن رحلتي نحو التحقق بطيئة جداً!"

نعم، إن التذمر من كل قلبك إلى الله (مهما كانت نظرتنا إليه/ إليها) منتج جداً، طالما أننا نريد العمل على حل الأشياء التي نتذمر منها. إن انزعاجنا من الزحمة والتأخر نستطيع إعادة توجيهه بسهولة إلى انزعاج من التأخر على الطريق الروحي. ما هي الإفادة؟

إن استعمال بوق السيارة والصراخ لن يساعد في حل مشكلة زحمة السير، أما التعبير بقوة عن عواطفنا إلى مثالنا المختار يساعد كثيرا في تقدمنا الروحي. إن النتائج نوعين ملموسة وغير ملموسة، طالما أننا منفتحين على أي شيء قد يظهر. إن البهاكتي لا يعني تخفيف مشاكلنا، بل هو فتح الباب الإلهي في داخلنا.

في المعنى الملموس، عند تذمرنا على التأخر في الزحمة، أي تأخرنا الروحي، إن طاقة العاطفة المعاد توجيهها ستتجه إلينا عازمة على القيام بمجهود إضافي لتطبيق ممارسات روحية إضافية كنا نتكاسل في القيام بها في الماضي. أو أن نصبح أكثر انتظاما في تأملنا اليومي وممارسات الجلوس الأخرى وعدم تفويتها كما في السابق.

في المعنى الغير ملموس، قد نحصل على وحي من المعرفة الروحية الجديدة في خضم هذه الزحمة. هذا الإلهام قد يكون تسليم وانفتاح للسلام الداخلي وحب يتدفق من داخلنا. الأمر قد يحصل في أكثر الظروف صعوبة لأننا نعيد توجيه عواطفنا نحو مثالنا المختار. عندها نحصل على المعرفة التي نحن بحاجة إليها للقيام بالخطوة التالية في طريقنا الروحي. هذا يحصل غالباً مع الأشخاص الذين يبنون بثبات العاطفة تجاه مثالهم المختار. المزيد من البهاكتي يؤدي إلى العديد من الاعجوبات الصغيرة في حياتنا – وبعض الاعجوبات الكبيرة أيضا.

إننا لا نشجع على نهج خرافي في التطور الروحي. إننا لا نشجع البحث عن "إشارات" في كل الأشياء التي تحصل في حياتنا. ليس علينا "قراءة المستقبل" لنجد الخلاص. إذا انتبهنا إلى الأسباب الأساسية، فأن النتائج الجيدة ستظهر.

إذا كنا نقوم بإعادة توجيه طاقة عواطفنا وتحويل رغباتنا في حياتنا اليومية نحو مثالنا المختار، فإن ما نحن بحاجة إليه لاكتفائنا الروحي سيجد طريقه إلينا بشكل من الأشكال. أذا اهتممنا بالإخلاص ونريد العمل عندما تظهر الفرص المناسبة، عندها المعرفة والاداوت التي نحن بحاجة إليها ستأتي إلينا.

يبدو من كلامنا أن الجميع متحمس بخصوص التطور الروحي، يملك مثال مختار واضح ويقوم بتحويل كل طاقة العواطف. لكن بالطبع هذه ليست حال الجميع في كل الأوقات. لكن نعلم أن الجميع يملك حياة عاطفية، حتى ولو تم التعبير عنها بميل لعدم الحماس لأي شيء. حتى الذين هم غير مهتمين أو يهربون من الحياة، ستتحول طاقتهم في عدم الاهتمام والهروب إلى خدم مثال ما. ليس من الضروري أن يكون المثال لماع أو واضح. قد يكون متواضع جداً مثل التفرغ للتأمل مرتين يومياً. هذا ليس أمر قليل الأهمية، بل على العكس. من المؤكد أن التأمل مرتين يومياً سيؤدي إلى الانفتاح، بالتالي ستتوسع البهاكتي وفق ذلك. أهم شيء هو أن نفهم أننا نستطيع استعمال أي عاطفة بالاتجاه الذي نختاره. إن طاقة الهروب و الخوف أو عقدة الذنب تصبح مفيدة للبهاكتي حيث نستعمل الطاقة للبحث عن الله. سواء كانت عواطفنا السلبية أو الايجابية ظاهرة أو غير ظاهرة، خفية أو يتم التعبير عنها، نستطيع استعمالها كلها لهدف أعلى نختاره – تنورنا.

فكر بإمكانية طبيعتك الغير متناهية، واحضنها بعاطفة. لن تندم أبداً.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>