الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 219 – س. و ج. – الإنزعاج خلال النشاطات اليومية
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

س: أنا أتأمل منذ سنواتٍ طويلة وقد اختبرت مع الكثير من الممارسات الروحية. المشكلة التي أعاني منها هي التالي:

سوف أقوم بتنفس السنسلة، الباستريكا والنادي سودهانا مع كل المودراز والباندهاز اللذين يتماشون معهم. وثم أقوم بممارسة المانترا الموجودة في الدروس. إنها المفضلة لدي. عندما أنتهي يكون عقلي صافي جداً وهادىء. سار جداً. ولكن، في حين أن الصمت الذي في داخلي ما زال غير متأثر الى حدٍ ما بالظروف الخارجية، أجد أنني لا أتحمل أحد ولست محباً جداً. أظن ان عقلي يفضل السكون الداخلي على الإنزعاج الطبيعي الذي أجده في منزلي وفي مكان عملي. وهذا الامر قد سبب بالتصادم خلال العمل. ولكن، لقد وجدت أنه إن كان تأملي ممارسة غير عقلية مبنية على مراقبة صعود ونزول البطن مع النفّس؛ أن النتيجة هي أنني هادىء وقادر على تحمل الآخرين. أفضل القيام بالتمارين التي أنت تقدمها بدل الممارسة البوذية التي ذكرتها للتو. أعتقد أن المشكلة هي أنني عندما أحصل على الكثير من الطاقة في الرأس، أصبح غير قادر على تحمل أي أحد. توجيه التركيز على بطني خلال التأمل البوذي الذي ذكرته يبدو أنه يوازن الطاقة أكثر.

بالطبع هذا لن يتطور الى الكونداليني، الخ.

هل لديك أي إقتراحات؟

ج: شكراً لك على الكتابة والمشاركة.

سريان الكثير من الطاقة في المناطق العلوية (من القلب وصعوداً) هو تقديرٌ جيد من ناحيتك حول السبب وراء معاناتك من الإنزعاج خلال النشاطات اليومية. ولكن لماذا؟

هناك على الأرجح الكثير من الممارسات التي تحصل بسرعةٍ كبيرة، لذا أنت تخرج من الممارسات والعملية التطهيرية ما زالت تسير بك بشكل كبير خلال النشاطات اليومية. حتى مع الأشخاص ذو الخبرة الكبيرة في التأمل واليوغا، من الممكن لأي شخص أن يبالغ في الممارسة عند إضافة أو إعادة تنظيم الممارسات بين الحين والآخر أو عند تمديده لوقت الممارسة بشكل مفاجىء. إن كانت هناك أي حساسية بالفطرة داخل النظام العصبي كما تم المناقشة في الدرس السابق، من الممكن لهذا الامر أن يضيف على الإنزعاج لاحقاً. من الممكن للصمت الداخلي أن يكون هناك مع حصول الإزعاج. سلام الصمت الداخلي (المشاهدة) هو بالامر الجيد. في المراحل التشكيلية لصعود الصمت الداخلي سوف يكون هنالك تناقض مع النشاطات الخارجية، وسوف يكون هناك إنطباع التصادم مع النشاطات الخارجية، وقد يكون هناك أيضاً إنطباع التصادم ما بين سلامنا الداخلي والقساوة التي قد نختبرها في الخارج، كما أشرت أنت. ولكن الامر فقط إنطباع. ليس هناك من صراع أو تصادم في الواقع، فقط الإلتماس الغير مريح للكثير من الطاقة التي تصعد الى السطح من خلال نظامنا العصبي الذي ليس بعد مطهر بما فيه الكفاية للإعتياد على هذا الكّم الكبير من الفيض الذي يصعد. الصمت الداخلي ليس السبب في حصول هذا أو أي تصادم. إنه يحصل بسبب تحرك الكثير من الطاقة، والتي هي الشاكتي في الداخل. كما تعلم، الصمت الداخلي هو الشيفا في الداخل. الحل لهذا هو في تنظيم الممارسات بشكل يمكننا من موازنة طاقاتنا الداخلية لتتكامل بشكل مريح ومتوازن خلال نشاطاتنا اليومية. إن تناولنا وجهة النظر التي تقول بأن خلاصنا هو فقط في الصمت الداخلي لوحده، وليس في الخارج خلال الطلعات والنزلات الموجودة خلال نشاطاتنا اليومية، عندها سوف نفوت فرصة الدخول في المراحل الأعلى للتنور. هذا يتضمن تكاملٍ شامل للصمت الداخلي مع فيض الطاقة في كل نواحي الحياة. عندما يتم تحقيق هذا من خلال خليطٍ متوازن من الممارسات والنشاطات، عندها نصل الى الاتحاد الكامل لغبطة الصمت الداخلي وطاقة النشوة اللتان تفيضان في كل مكان، وهذا هو التحرر في هذا العالم. كل شيء يصبح الأحد، وهذا هو ما نحن عليه.

ما الذي بإمكانه عندها إزعاجنا؟ عندها سوف نكون في أفضل موقع للوقوف ثابتين في العالم حول الأشياء التي تهمنا، مبتسمين خلال كل هذا الوقت.

تجربة اليقظة للتنفس في البطن التي قد ذكرتها أنت قد تجلب بعض الراحة، ولكنني لا أعلم كم بإمكان هذه الممارسة أن تكون تقدمية على المدى الطويل. لديها محدودياتها الفطرية، كما قد أشرت أنت. قد تسبب أيضاً "مضاعفةً" للوقت الذي نمارس فيه البراناياما والتامل إن كنت تقوم أيضاً بالتامل وتنفس السنسلة في الأيام نفسها التي تقوم بها بممارسة اليقظة لعملية التنفس. المضاعفة تعني المزيد من التطهير بسبب القيام بممارسات مشابهة في اليوم ذاته، الامر الذي قد يؤدي الى تحفيز الفيضانات الطاقية الزائدة في الداخل. قد لا يبدوا الامر على أنه يتم التحضير لهذا خلال قيامنا بالممارسات.

فإذاً ما هو الحل؟ قبل كل شيء، من الأفضل لك أن تُكون لك فكرة حول من يقوم بماذا، بدايةً بالممارسة الأساس والتي هي ممارسة التأمل العميق. إن لم تقم بذلك بعد، حاول العودة الى الممارسة البسيطة للتأمل حوالي 15-20 دقيقة مرتين في النهار عند الصباح والمساء من دون إضافة أي شيء، وانظر ان كان هذا سوف يجلب لك المزيد من التوازن والإستقرار خلال النهار. تأكد من تناولك لخمسة دقائق على الأقل من الراحة قبل خروجك من التأمل. الخروج بشكل سريع لوحده من الممكن أن يؤدي الى الإنزعاج خلال النهار. إن كان هذا الروتين البسيط سلس خلال النهار، عندها سوف تعلم أنك كنت تقوم بالكثير في مكانٍ ما في روتينك القديم. عندها يصبح الامر مسألة المحافظة على الإستقرار، وإن كانت هناك رغبة، إضافة الأشياء تدريجياً واحدة تلو الأخرى، مع الإستقرار عند كل مستوى من الممارسة في النشاطات قبل إضافة المزيد. ليكن في بالك أنه مع معظم الممارسات سوف يكون هناك تأخير زمني في ما يتعلق بعوارض الطاقة، لذا يتطلب الامر شهرين او أكثر على الأقل لتدعيم أي ممارسة محددة قبل أن يصبح مناسباً تناول المزيد.

إن كان الإزعاج ما زال موجوداً بعد ال15-20 دقيقة من التأمل لوحدها مع الإستراحة بشكل جيد قبل الخروج، عندها سوف تعلم أنك إما تتعامل مع حساسية مؤقتة أو مستمرة داخل نظامك العصبي. بإمكانك عندها محاولة تقليص وقت التأمل (وتمديد وقت الراحة من بعدها) لحين ما تصبح النشاطات اليومية سلسة. إضافة 5-10 دقائق من تنفس السنسلة قبل التأمل من الممكن أن يساعد في موازنة الفيضانات الداخلية. تشكيلةٌ خفيفة من الأساناز (5-10 دقائق) قبل الممارسات التي نقوم بها ونحن جالسين قد يساعد أيضاً في موازنة الممارسة في ما بعد. عليك أن تحاول تركيبات عدة قبل ان تجد التركيبة التي تناسبك (الدرسين 160 و 200 يغطيان هذه العملية). توقف عن إضافة الأشياء كالمودراز، الباندهاز، السيدهاسانا، الكومبهاكا، الخ. لحين ما تجد منصة ثابتة من الممارسة تمنحك سلاسةً خلال النشاطات اليومية. كل هذه الممارسات الإضافية تقوم بتصعيد الحرارة، كما تعلم. عندما تتأكد أنه لديك منصةٌ مستقرة من الممارسة، عندها بإمكانك إضافة الأشياء كل واحدةٍ في الوقت المناسب، موازناً كل واحدة قبل إضافة التالية.

أعلم أن كل هذا يبدوا مملاً ومستهلكاً للوقت، خاصةً إن كنت متقدماً بالفعل وترغب بالإنطلاق الى الأمام. ولكن ليس هنالك من طريقةٍ اخرى لبناء ممارسة مستقرة تعطينا النشوة والغبطة خلال النشاطات التي نستحقها طبعاً. إن كنا نختبر عدم الإستقرار، علينا العودة لمستوى مستقر من الممارسة. من الممكن أن يحصل الامر مع الممارسين المتقدمين بقدر ما يحصل مع الممارسين الجدد. في الواقع، إن لمن المألوف كون التعديلات أمراً ضرورياً خلال تنقلنا صعوداً نحو الأبعاد الأكثر لطافةً من الممارسات اليوغية المتقدمة والإختبار. بإمكاننا أن نتقدم في طريقنا ونحن بحالٍ جيد، ونصطدم فجأةً بتحرير كبير (أو سلسلة من التحرر) عميقاً في الداخل الامر الذي يرسلنا الى مستوى أقل من الممارسة لبضعة أيام، أسابيع، أو أشهر. قد يحصل الامر مع أيٍ كان. إنه جزء من الرحلة. من المهم ان ندرك أننا سوف ندخل في منعطفاتٍ حادة على الطريق من وقت للآخر، وأنه علينا أن نرفع قدمنا عن دعسة الوقود في هكذا أوقات، أو أن نخاطر بالحصول على رحلة صعبة، أو حتى حطام. هكذا هو الامر. متى ما نعرف الممارسات المتقدمة، كّم السلاسة الذي نحصل عليه خلال الترحال الى المنزل نحو التنور هو في تثبيت الذات.

أتمنى لك النجاح على الدرب الروحي الذي إخترته.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>