الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 201 – س. و ج. – الدراما التي تنتج عن الإنفتاح السابق لأوانه عند شاكرا التاج
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

س: أنت على الأرجح لا تريد أي تأكيد حول المعلومات التي تشاركها ولكنني أرغب أن أخبرك على كل حال تجربتي الخاصة.

كان لدي بعض الإعجاب في أشياء "العصر " الجديد" (new age) هذه منذ عمرٍ مبكر ولكنني لم أغوص فيها كثيراً لحين ما واجهت مشكلةً حياتية في بداية التسعينات. لأسبابٍ صحية قررت ممارسة التأمل للتخفيف من الضغط ومن غير قصدي انتهيت في مجموعةٍ صغيرة تتعامل بقرأة أوراق التارو، النمو الشخصي "الشاكرات" الامر الذي لم أسمع عنه من قبل.

إتصالي الاول وتأملي الاول مع هذه المجموعة الواقعة في الشارع الذي أسكن فيه أخافني كثيراً… رأيت أشكالاً ملونة على الحائط، ألوان ملونة، طابات نورية تقفز عند السقف، هالات، سمع خارق، رسائلٍ خاصة لأجلي الخ الخ.

خلال النظر الى الوراء الآن أرى أن كل تلك الاشياء كانت إيجابية، شعاعات حبٍ زهرية، شخصياتٍ دينية، محبة الجميع ووجود رحمةٍ شاملة… ولكنني لم أعلم بوقتها.

لم أكن قادر غير إلا على ملاحقة الامر… بشكل رئيسي بسبب الخوف ومحاولة جعل الامر كله يتوقف… من حسن الحظ (القدر؟) كان هناك حوالي أشخاصٍ مثقفين وحكماء لمساعدتي على الطريق. عندما يجهز التلميذ، المعلم يظهر بالفعل.

لقد قفزت الى الأمام بسرعة، بسيكومتري، وساطة، أحلامٍ واعية، سفر نجمي، مرشدين، ملائكة، الله، كل الدروب، كل الديانات والمعتقدات، سمع خارق، نظر خارق، ظلمة وسكن، حيواتٍ سابقة الخ الخ وكان كل إختبار يحصل مرةً واحدة ولقد قيل لي بشكل متكرر أنني لست بحاجةٍ لتعلمها في هذه الحياة، لقد حققت الامر سابقاً. هي فقط تذكيرٌ لي لأختبر أين أنا في حياتي حالياً.

من خلال متابعة التعاليم المشاعة في وقتها… في العالم الغربي من "الروحانية"… تأملت بإستمرار على الشاكرات من خلال الطاقة والمستويات الذبذبية من عند الجذر لعند شاكرا التاج. هذا هو كان كل ما أعلمه… لم أعلم أي شيء فيما يتعلق بالكونداليني والوسائل الشرقية…

هذا النمو و الأختبارات أوصلتني الى الكثير من المشاكل لأنني تخطيت كل من كان يعلمني… وللأسف في بعض الأحيان كان هنالك نوع من الغيرة وعدم التصديق، الامر الذي كان يدفعني الى الرحيل وتركي في معظم الأوقات معزولاً ووحيداً… غير مقبول. خلال شهرين وصلت الى مستويات اتخذهم الامر سنوات للوصول اليها ولم يكونوا قادرين على تقبل أن الامر كان "سهلاً" بهذا الشكل علي. كان وقت صعب جداً علي ومحيرٍ جداً لأنني كنت بحاجةٍ للدعم في مساعدتي في الأمور التي لم أكن أفهمها. أنا لم أسعى وراء ما يحصل معي، لقد شعرت بأنه تم الحكم علي بشكلٍ غير عادل في بعض الأوقات… وكذلك كنت ضائع في ما كان يحصل.

ومن بعدها حصل الإستيقاظ المفاجىء للكونداليني ما بين 1995/6 الامر الذي دفع بي الى المزيد من الفوضى. بدأت عندها في قرأة التعاليم الشرقية وتفهمت المزيد حول الشاكرات.

لسوء الحظ التأمل كل تلك السنوات على رفع الطاقة نحو التاج وليس العين الثالثة هو ما سبب المشاكل.

من دون كوني مغروراً… أنا متأكد من أنك أحد القلة من الناس التي هي قادرةٌ على تفهم هذا… من الواضح أنني كنت قد ولدت قريباً من تلك المرحلة بالتحديد في هذه الحياة بسبب ما حققته خلال الحيوات السابقة. لقد كان هذا الامر واضحاً بالنسبة إلي لسنواتٍ عديدة الآن، من الصعب جداً إكتشاف شخصٍ من الممكن أن يتقبل هذا وعدم النظر إلي بغرابة أو الإعتقاد أنني أملك شخصيةٍ نرجسيةٍ جداً…

أنت حقيقةً فسحة أمل بالنسبة إلي…

كما ذكرت في رسالتي السابقة وأخيراً لقد وجدت بعض الراحة من خلال التركيز على التنفس صعوداً ونزولاً من عند الجذر الى العين الثالثة. من الصعب إعادة توجيه الطاقة على هذا الشكل ولكن الامر يحصل.

لا أذهب الى أي مكان بالقرب من التاج ولكنني أشعر بالوخز في بعض المناطق هناك، أو بالضغط في بعض الأحيان… كذلك الامر أنا غير مرتاح فيما يتعلق بقص شعري وأشعر كأن شعري مربوطا الى الوراء مع العلم انني لا اربط شعري.

فقط أترك الامر كله يسير من دون القلق كثيراً حوله… ان كان هنالك أي شيء فهو أنني قلقٌ أكثر حول كوني فاعلٌ جداً معه وإمضائي للكثير من الوقت وأنا أحاول موازنة وتهدئة الطاقة في الداخل.

أعترف كذلك الامر أنه بعد إختباري لهذا النوع من الطاقة القوية وردات الفعل العاطفية لسنواتٍ عديدة لقد طورت خوف من النظر حتى نحو أي مكانٍ بالقرب من التاج… أمل أن هذا ليس مدمراً بأي شكل للفيض الطبيعي لليقظة.

لقد حصل الكثير من التنشيط في شاكرا القلب خلال الأسبوعين الماضيين… لا أعلم لماذا. لقد قرأت في مكانٍ ما أن القلب هو الذي يفتح في النهاية لأن الامر قد يكون عاطفياً جداً ومنهك جسدياً. هل تعلم بشأن هذا؟

الكثير من تنفسي يحصل عند الحنجرة والأنف الامر الذي أعتقد أنه يتوازن خلال تنفسي طبيعياً دخولاً وخروجاً من خلال الفم… أمرٌ قمت به منذ البداية لأنه هذا هو ما قد قيل لي القيام به من أجل العمل على الشاكرات. أسمح لكل شيء بالحصول طبيعياً الآن مع بعض التوجيه الذهني ووجدت قريباً أن كل من طاقة الأنف وخلف اللسان يوجهان أنفسهم بعض مرور فترةٍ من الوقت.

الامر كله إختبارٍ جديد بالنسبة إلي.

أتفهم أيضاً لماذا الكثير من تعاليم اليوغا\كونداليني تم الحفاظ عليها بسرية عن عامة الناس… ما لم يكن هناك معلمٌ متمرس للمساعدة، الكثير من المشاكل قد تصعد. العالم الغربي ينظر الى اليوغا والشاكرات كنوع من التمرين أو التأمل العام من دون إدراك القوة الكامنة في الموضوع وأثرها الكبير على الحقل الطاقي للإنسان…

شكراً لك من جديد على كل ما كنت تقوم به والمساعدة التي قدمتها الي…

ج: شكراً لك على المشاركة الكريمة.

كل التأكيدات (والعدم الموافقة على الرأي) مرحبٌ بها. تجاربك تتلائم تماماً مع ما كنا نتحدث بشأنه في الدروس، بالتحديد الآن كوننا نتحدث عن التاج. دعني أضيف المزيد من المنظورات حول الامر، التي سوف تكون ربطةً مع التعديلات الحكيمة التي أنت تقوم بها حالياً مع ممارساتك اليومية.

التفتح السابق لأوانه عند التاج يخلق الكثير من التحرر في كل أنحاء النظام العصبي الذي من الممكن أن ننجر بسهولة مع الدراما التي تنتج عنه، وأنت تقوم بعملٍ عظيم من خلال النظر في ما يتعدى الشجار. من الصعب مقاومة كل الرؤى والمشاعر التي تصعد. الامر ذاته ينطبق على السيدهيز (القوى الخارقة) التي قد نختبرها. مع حاجة النظام العصبي الى الكثير من التطهير الإضافي، الكثير من ما نختبره هو ملونٌ من خلال "دخان" الكارمات العديدة التي يتم حرقها، غالباً بطريقةٍ عشوائية. لذا من الممكن أن تكون الإختبارات مزيجاً من الحقيقي والغير حقيقي. ليس من العجب أن تفتحٍ حاد وسابقٍ لأوانه قد يأخذ المرء الى مشفى عقلي، أو أسوأ.

ها هي الركلة. الرؤى والمفاجئات، بالرغم من أنها غالباً ما تكون جزءاً من الرحلة، إلا أنها ليست مؤشراتٌ أساسية تدل على التقدم نحو التنور. في الواقع، التنور قد يحصل مع القليل جداً، أو من دون أي رؤى على الإطلاق. الى الحد الذي نحصل فيه على المفاجئات والرؤى، قد يتم صرف إنتباهنا عن الممارسات التي تضمن تقدمنا الثابت والمستقر. لقد تحدثنا كثيراً عن الرؤى الصارفة للإنتباه كثيراً في الدروس، ولكن لحد الآن ليس كثيراً من المنظور الحاد للتفتح المبكر الكامل لشاكرا التاج. الامر ليس بالسهل، لأنه قد يتحول الى عالمٍ بنفسه – صرف الإنتباه المطلق.

لا شيء من هذا هو للقول أن الإختبارات والرؤى هي سيئة. بالفعل، علينا التمتع بالمشهد خلال تنقلنا على الدرب نحو التنور. ولكن إن أصبح المشهد هو الدرب، مع إحساسنا بذاتنا منغمس فيه، عندها سوف نحيد عن الدرب الصحيح. مع الحالات القصوى من يقظة الكونداليني المبكرة عوارض هذا هي أكبر بكثير من العادي. اليقظات المتطرفة هي في بعض الأحيان مليئةٌ بالنشوة، غالباً جهنمية، ودائماً مغرية. الممارسات الصحيحة بإمكانها تدريجياً أن تضع حداً للنزوات التي قد ننجذب إليها، وأخذنا نحو الفرح والحقيقة المقدسة التي في داخلنا. عندها سوف نرى إختباراتنا ورؤانا من منظورٍ مختلف. قد تختفي حتى – تُستبدل بحسٍ ثابت من السلام والسعادة التي لا ترمينا بإستمرار من مكانٍ الى آخر.

فإذاً ماذا يحصل مع تاج قد إنفتح في وقتٍ أبكر من اللازم؟ هل نحن نصل الى مكانٍ ما؟ هل نحن نتنور؟ حسناً، أجل وكلا. أجل، العوائق تتحرر بشكل عشوائي. وكلا، الفوضى الناتجة عن الامر وتعارفنا معها قد يخلق كارما أيضاً – نوعٍ غريب من الكارما قد يقودنا الى دوارةٍ من الإنفتاحات التاجية المبكرة، حياة ورائها حياة. إذا إستمرينا في العمل على التاج في هذه الحالة، نؤزم الامر بأكمله، والتقدم الروحي من الممكن أن يكون مراوغ، حتى مع إستمرار الرؤى والإختبارات. فقط من خلال تدخلنا الواعي على شكل الممارسات الموازنة بإمكاننا النزول عن هذه العجلة.

هناك إشارتين أكيدتين للتنور الصاعد. في الواقع، بالحقيقة هناك إشارةٍ أكيدةٍ واحدة، لأن الثانية لا تذهب بعيداً من دون الأولى. الأولى، والإشارة الأكثر أهمية للتنور الصاعد، هي ظهور الصمت الداخلي – الشعور بوعيٍ داخلي لنعيمٍ لا يهتز – السلام الأبدي يأخذ مسكناً في نظامنا العصبي. الإشارة الثانية هي صعود حركة النشوة في النظام العصبي. ليس بالضرورة إختبارات النشوة والرؤى. فقط لذة ناتجة عن نشوةٍ بيولوجية – عصبية تسير في كل أنحاء جسدنا. سويةً، الصمت الداخلي وحركة النشوة في النظام العصبي يشكلان الأساس للتنور. خلال إندماجهم سوية إلى واحد نرى الرحلة تصل الى ثمارها بنعيمٍ منتشي لا ينتهي وبفيضٍ من المحبة المقدسة. الامر بسيط جداً، حقيقةً. إن راقبنا تقدمنا إستناداً لهاذين البارامترات، التي يتم تنميتها بسهولة من خلال ممارساتٍ يوغية محددة، ومن الممكن ملاحظتها أيضاً، عندها سوف نكون على الدرب الصحيح. في الوقت ذاته، سوف نهدىء عواصف أي تفتح تاجي سابق لأوانه قد نكون أوقعنا أنفسنا فيه في الماضي القريب أو البعيد.

الكريا يوغي العظيم في القرن التاسع عشر، لاهيري ماهاسايا، قال أن التنور هو "إندماج الفراغ بالغبطة." هذا هو إندماج الصمت الداخلي بحركة النشوة. هذا هو الامر. إنه سهل جداً. لا شيء آخر ضروري. فإذاً، إن كنا مأخوذين في رؤانا، سوف نكون حكماء في العودة ببساطة الى ممارساتنا، التي تنمي هذان النمطان من العمل داخل النظام العصبي اللذين يقودان الى التنور.

في الدروس نركز على تنمية العنصرين الأساسيين للتنور من خلال ممارساتٍ متنوعة. الممارستين الأساسيتين هم التأمل العميق (من أجل الصمت الداخلي) وتنفس السنسلة (من أجل حركة نشوة متوازنة). وتتم إضافة العديد من الممارسات الأخرى لبناء عملية تقدمية مستمرة أساسها هو الممارستين الأساسيتين. مع تناولها كلها سوية، إنه نظامٌ متكامل من الممارسات.

العصب الفقري (السوشومنا) ما بين العين الثالثة (الأجنا) والجذر (المولادهارا) هو في قلب التطهير المتقدم واللطيف وتفتح النظام العصبي. مع العمل الطبيعي لكل الممارسات على التطهير والتفتيح للمنطقة ما بين العين الثالثة والجذر، نحن قادرين على تجنب الدراما التي تنتج عن تفتحٍ سابق أوانه للتاج، حتى مع دفعنا التاج للإنفتاح بشكل غير مباشر طوال الوقت. عندها، مع الوقت، بإمكاننا الذهاب الى التاج مباشرةً. عندما يأتي ذلك الوقت، المزيد من التفتح عند التاج لا يؤدي الى الفوضى. ولا يؤدي الى الكثير من الرؤى والمفاجئات أيضاً. لما لا؟ لأنه هناك كمٌ أقل بكثير من دخنة الكارما التي تطوف في نظامنا العصبي المطهر. الرؤى التي نحصل عليها ليست متطرفة جداً، ليست غامرة، ولكنها عميقة، وليس هناك من داعٍ لذكرها. بإختصار، تفتح التاج متى ما يأتي الوقت المناسب لا يخلق أي فوضى على الإطلاق – فقط قناة للنعيم المنتشي وللحب المقدس الذي يفيض نحو العالم.

هذه الحالة لتاج ناضج منفتح و نظام عصبي هي مصدرها الخاص، وتبريرها الخاص أيضاً. وهي أيضاً امر بسيط جداً.

فإذاً، هذه طريقة للدوران والقول، أجل، أظن أنك تقوم بالعمل الصحيح من خلال تناولك لتنفس السنسلة. بالإضافة لكونِ هذه التقنية مثبتةً عالمية لطاقات الكونداليني المنفلتة، إنها ممارسةٌ أساسية في تنمية حركة النشوة في العصب الفقري ما بين العين الثالثة والجذر. إيقاظ العين الثالثة (الأجنا) هكذا هو الطريق الى الأمام. أشجعك على تناول التأمل العميق أيضاً. البراناياما، مع كل فوائدها، لا تنمي أعمق مستوى من الصمت الداخلي في النظام العصبي. لهذا يجب جلب العقل يومياً بشكل منظم الى السكون – هذا هو التأمل العميق.

أما في ما خص التنفس من الفم أو الأنف، إستعمال الأنف هو أفضل بشكل عام إن كان لا يشكل ضغطاً، لأن نواحٍ مهمة من الجهاز العصبي تقع عند الممرات والجيوب الأنفية. التنفس من خلال الأنف خلال تنفس السنسلة يحفز هؤلاء، كما تقوم بذلك أيضاً الممارسات "المستهدفة" الأخرى التي نغطيها في الدروس، على سبيل المثال، سامبهافي، يوني مودرا كومبهاكا، كيتشاري وباستريكا براناياما.

متى ما تكون قد كونت بعض الراحة والتوازن في الممارسات الموجهة ما بين العين الثالثة والجذر، أعتقد ان خوفك من التاج سوف ينحسر. سوف يكون فقط مكان تلمسه بين الحين والتاني لترى ما يحصل هناك. لن يكون هناك "ممارسة" عند التاج إلا لحين ما يكون هناك إستقرار في مهما نقوم به هناك، كما تم ذكره منذ درسين سابقين. وليس هناك من داعٍ للإستعجال في الامر، لأنه يتم فتح التاج بشكل آمن في كل مرةٍ نتأمل بها، نقوم بتنفس السنسلة، وبقية ممارساتنا اليوغية المتقدمة المتكاملة.

أجل، أيضاً لقد سمعت أن "القلب هو الذي يفتح أخراً." ولكنني أظن أن الامر هو أكثر من ذلك. في الدروس، نبدأ مع القلب لأن الرغبة هي المحرك الذي يقود كل اليوغا. الرغبة التي يتم تكثيفها وتوجيهها نحو التفتح الروحي هي البهاكتي، وهذا كله عمل يتعلق بالقلب. الممارسات ترجع كلها الى القلب، لتزيد البهاكتي عند كل خطوةٍ على الدرب. فإذاً القلب يتفتح كل الوقت، مع بقية النظام العصبي. عندها تبدأ حركة النشوة بالصعود ونحن نذوب في الداخل بوجه هذا الكم الهائل من النشوة والأحاسيس الداخلية – المزيد من التفتح عند القلب. وأخيراً، عندما يبدأ كل من شيفا (الصمت) وشاكتي (النشوة) بالإندماج وأخيراً نبدأ بالتوجه مباشرةً نحو التاج، عندها يفيض الامر كله نزولاً والقلب يذهب كل الطريق نحو الفيضان القوي للحب المقدس النقي. ربما هذه الخطوة الأخيرة هي ما تم قصده بأن "القلب هو الذي يفتح أخراً." ولكن الحقيقة هي، أن اليوغا يبدأُ في القلب، والقلب يتفتح خلال كل خطوةٍ على الدرب، وينتهي في القلب، حين ما نصبح في النهاية كتعبير للحب المقدس على الأرض. وكل خطوات القلب هذه لن تكون مؤلمة، طالما نقوم بالممارسات التي تقوم بالتنقية الناعمة والتفتح اللطيف للنظام العصبي. هذا هو ما ينادينا القلب للقيام به، وهذا هو ما يفتح القلب.

إن كان هناك أي إنزعاج عند القلب (غير طبي)، إنه علامة عدم توازن طاقي وعلينا إعادة النظر في ممارساتنا والقيام بالتثبيت الذاتي الجيد لحل الامر. هذا طريقٌ من الفرح، وليس طريق من الإنزعاج والخوف. لذا نحن دائماً نستعمل الممارسات بطريقةٍ تنمي التقدم اللطيف والإختبارات الجميلة. بهذه الطريقة نحن دائماً مدفوعين للإستمرار، ووصولنا لعند وجهتنا هو امر أكيد.

المحافظة على الممارسات اليوغية سرية من الممكن أن يكون أمراً مناسباً في الماضي، ولكنني لا أظن أنه من المناسب الآن. هذه الأيام هناك الكثير من الناس التي تجول في العالم وفي داخلها رغبةٍ قوية لله وللممارسات، والإختبارات الروحية التلقائية، الخ. التبرعُم العالمي للحاجات الروحية لا يفضل الإقفال على هكذا معلومات مهمة (في الأجزاء، أنا قد أضيف) في بضعة التقاليد الباطنية الوقائية جداً. نحن في وسط تغييرٍ هائل للوعي العالمي. الآن هو الوقت ليحصل الجميع على القدرة للوصول الى الوسائل الكاملة من أجل تنقية النظام العصبي وفتحه بشكل آمن. هذا هو ما هي هذه الدروس حوله.

أتمنى لك كل النجاح خلال إستمرارك على الدرب الروحي الذي اخترته. من الجيد أن تكون هنا، وأملي هو أن تستمر هذه الدروس بتشكيل عامل مساعدةٍ مستمر بالنسبة إليك.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>