الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 14 – التأمل س. و ج. – لا يحدث الكثير
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

س: أشكرك على تمرين التأمل . و لكن لا يبدو أنه يعطي أي مفعول معي ، فأنا أكرر المانترا كما هو مذكور في الدرس وبالرغم من أنني أنسحب الى الأفكار لكني أعود الى المانترا كلما تذكرتها مراراً و تكراراً حتى تنتهي العشرون دقيقة المقررة ، و لكن للأسف لا يحدث شيء . و هذا الامر ممل . فهل السبب أني لست مناسباً ؟

ج: يتوق جهازنا العصبي الى إختبار نعيم الصمت تلك الحالة من الغبطة , فقد خُلقنا لذلك ولا يُستثنى من هذا الامر أحد . لكن كل نظام عصبي يعاني من عوائق نتيجة تراكم الطاقات و الكارما السلبية التي يكتسبها الانسان خلال رحلة حياته، و هذه الاخيرة تعيقنا عن بلوغ تلك الحالة السامية و الرؤية الباطنية. فاليوغا عمليةٌ تطهيرية تهتم بإزالة تلك العوائق و تنظيف نظامنا العصبي ، لنصل الى الإتحاد بين طبيعتنا الداخلية و الخارجية .

أثناء التأمل نعرف أن العملية التطهيرية تعمل من خلال فقداننا للمانترا و إنسحابنا لسيلان الأفكار. فهذه الأفكار أثناء عملية التأمل تُعتبر دليلاً على تحرر شيءٍ ما بمعنى آخر دليل على العملية التطهيرية. فعندما ندرك أننا قد خرجنا عن المانترا نعود مرةٍ أخرى إليها بطريقةٍ لطيفة و سلسة دون ان نفرضها بالقوة أو نحاول إفراغ عقلنا أو توضيح نطقها. و إذا استطعنا ان نجعل هذا الامر عادة فإن عقلنا مع الوقت سيُصبح اكثر هدوءاً و صمتاً بشكل تدريجي.

حتى الآن كل أفكارنا الواعية تتجه نحو الخارج لكن المانترا I AM تتجه نحو الداخل، لتأخدنا الى مصدر أفكارنا، الوعي الصافي اللامحدود . لكنه لا يُختبر دائما بهكذا أوصاف عظيمة بل بكل بساطة في فقدان المانترا و العودة اليها، أو دخول حالة اللا أفكار و اللا مانترا ثم الوعي على الأفكار ثم العودة الى المانترا مرةٍ أخرى. و هكذا تستمر العملية التطهيرية. فهذه هي عملية التأمل المثالية وهذه هي العادة التي نريد ان نُنميها يومياً و التي سوف تقودنا الى الأزلية و اللا محدود. التجارب و الإختبارات ستتوالى مع استمرار و تقدم العملية التطهيرية لكنها ليست معياراً لتقييم مدى صحة عملية التامل التي نقوم بها، فهذه العملية محددةٌ جداً و يمكننا الإحساس او عدم الاحساس بالتوسع الباطني اثناء أي يوم نعيشه . هل فهمت الآن ؟

يمكننا تشبيه هذا الامر بالحفر للحصول على كنز مخفي، فالحفر الجيد هو تقليب الارض و تحريكها بشكل معين يمكننا في النهاية من الوصول بكفائة الى الكنز المخبأ المليء بالذهب و الجواهر الذي ينتظرنا. يمكن للحفر نفسه ان لا يظهر على شكل كنز و لكن مع ذلك فهو الذي يوصلنا الى ذلك الكنز. الجيد في هذا الامر انه مع ممارسة التأمل على المانترا يمكننا ان نحصل على لمحات عن الذهب اثناء الحفر ( الممارسة ) او خارجه في حياتنا اليومية . مع الوقت و الممارسة تتراكم تجاربنا مع الذهب تدريجياً و في يوم ما سنجد اننا الذهب. فمنذ اليوم الاول نبدأ برؤية العالم بشكل مختلف. عن طريق ممارسة اليوغا و التأمل ننظف نافذة جهازنا العصبي و نطور فهماً عميقاً يقودنا الى الحقيقة. فهذه هي حقيقتنا و بذلك تم الكشف عن لغز الحياة، نحن عبارة عن حالة من الغبطة اللامتناهية .

لذلك واظب على تمرين التأمل هذا عشرون دقيقة و مرتين في اليوم و ذلك عبر تحفيز ذاتك للوصول الى الحقيقة المخفية بباطنك. و اثناء طريقك ستجد دلائل على تقدمك و اقترابك من تحقيق الهدف الاعظم لكل انسان . و كلما زادت تجاربك عمقاً لن ترغب في ايقاف عملية تسهيل هذه القدرة الطبيعية التي تمتلكها، لان ما تكشفه هو نفسك، حيث ستكون ذاتي الدفع.

و مع الوقت ستضيف مجموعة من الممارسات التي ستزيد من فعالية و عمق تمرين التأمل مثل البراناياما و مُلحقاتها و ممارسات أخرى اكثر تقدماً.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>