الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 129 – نٌّولي – رفع الكونداليني عبر عضلات البطن
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

في درس يوني مودرا كومبهاكا، لقد قدمنا مناورة تدعى أوديانا، التي تتناول رفع البطن من خلال استعمال الحجاب الحاجز (سقف الماعدة diaphragm.) تدعى أحيانا أوديانا "برفعة البطن." سوف تتذكر عزيزي القارىء ان أوديانا تعني، "الطيران للأعلى." أوديانا مخادعة بعض الشيء خلال قيامنا بحبس الهواء في الداخل، لأن الحجاب الحاجز لا يرتفع كثيراً الى الأعلى عندما تكون روايانا مليئةٌ بالهواء. لذا تم إقتراح ممارسة أوديانا خارج يوني مودرا كومبهاكا كذلك الامر. نقوم بهذا عبر وقوفنا مع أقدامنا مفترقة قليلاً أكثر من عرض الأكتاف مع الرُكب مثنية بعض الشيء، ومنحنيين الى الأمام بما فيه الكفاية لكي نضع أيدينا على الرُكب. في هذه الوضعية، نبدوا كلاعب بيسبول، منحني الى الامام مع أيديه على رُكبتيه المفترقتين، منظر يحذر ضرب المضرب للطابة. ربما أحياناً في الكريكيت أيضاً يقف اللاعب بهذا الشكل؟

في اليوغا (ليس في البيسبول!)، متى ما نكون في هذه الوضعية المنحنية، نطرد كل الهواء من الروايا، وعندها نرفع الحجاب الحاجز. إذا قمنا بهذا ونحن عراة من فوق، سوف نرى بطننا ينسحب الى الداخل مع صعود الحجاب الحاجز الى جوف الصدر. معظم مدارس اليوغا تعلم هذه التقنية من الوقوف في أوديانا كجزء من روتين للوضعيات اليوغية (أساناز)، وهذا وقت جيد لممارستها، خلال الأساناز ما قبل البراناياما والتأمل. لأوديانا فوائد صحية جيدة. تقوم أيضاً بسحب الطاقة من منطقة الحوض، لهذا هي جزء من يوني مودرا كومبهاكا، مع مودرات وباندهات آخرين نقوم بهم، كلهم الهدف منهم هو إيقاظ وتحريك طاقة الكونداليني صعوداً خلال النظام العصبي.

مع أوديانا البطن يبقى الى حدٍ ما في مكانه، لا نقوم بأي شيءٍ ديناميكي مع عضلات البطن. فقط نسحب البطن الى الداخل مع رفعنا للحجاب الحاجز الى فوق. بإمكاننا جعل الأوديانا ديناميكية من خلال الذهاب صعوداً ونزولاً مع الحجاب الحاجز. نرغب بتحريك الامور أكثر حتى، ووضع المزيد من الاثارة على طاقة الكونداليني في منطقة الحوض. من خلال القيام بهذا، سوف نحضر منصة لشبكةٍ من الحركات الدقيقة المدموجة في كل الجسد سوف تحصل مع صعود حركة النشوة في داخلنا ونضوجها في النظام العصبي. جزء من عملية الدمج هذه سوف يكون صلة وصل أوتوماتيكية ما بين الحركات في البطن والحركات في منطقة الحوض، ما سينتج عنه في النهاية سلسلة من الحركات الدقيقة الملأى بالنشوة كل الطريق من الجذر لعند الصدر.

بالطبع، ولا شيء من هذا يبدأ "كحركات - دقيقة." علينا البدء "بحركات – مختصرة،" وهذا ما هي عليه المودرات والباندهات عندما نبدأ في تعلمها. إذا كنا نتعلم اللعب على الكمان، علينا أن نتقن القيام بالنغمة البسيطة والطويلة قبل تناولنا للنغمات القصيرة والمعقدة. هكذا يبدأ الامر هنا أيضاً، المودرات والباندهات تبدأ عادةً واضحة وظاهرة، وبعدها مع الوقت تصبح طبيعياً أصفى وأرهف ومخفية عميقاً في نظامنا العصبي الذي تزداد فيه النشوة تدريجياً. بعدها حركة النشوة المتزايدة داخل نظامنا العصبي تقوم بكل الحركات الدقيقة في كل أنحاء الجسد، ونصبح شاهد لمسرحيةٍ عظيمة لا تنتهي من علم الأحياء العصبي المضيء في داخلنا.

التقنية الديناميكية التي تأخذنا الى أبعد من أوديانا تُدعى "نّولي،" التي تعني، "الخضخضة،" أو "التدوير." نبدأ في وضعية الوقفة المنحنية التي وصفناها فوق. وعندها نقوم بأوديانا، طاردين لكل الهواء فينا، ونسحب حجابنا الحاجز صعوداً، ما يسحب بطننا الى الداخل. فإذاً ها نحن في أوديانا. الآن سوف نقوم ببعض الأشياء الأخرى لتطوير نّولي. لنتناول الامر خطوة فخطوة.

متى ما نحن في أوديانا، أول شيء نقوم به هو عقد عضلاتنا البطنية من خلال الضغط نزولاً على الرُكب عبر كلٍ من أيدينا. الامر كالقيام بتمرين الماعدة ولكن وقوفاً. ولكن لا تحصل أي حركات من تمرين الماعدة لأن أيدينا مثبتةً لجسمنا الأعلى على رُكبِنا. نحن في أوديانا خلال قيامنا بهذا، لذا بطننا ما زال مسحوباً للداخل من خلال حجابنا الحاجز المرفوع. الآن شيءٌ جديد يحصل. بالرغم من أننا نسحب بطننا الى الداخل من خلال حجابنا الحاجز، سوف نلاحظ بروز عضلات بطننا الى الخارج على شكل خط، صعوداً ونزولاً في وسط بطننا. هذا يضيف المزيد الكثير من الامتصاص على المنطقة الحوضية. حاول ثني عضلات بطنك لبضع المرات خلال أوديانا وراقب كيف يظهرون على طول الخط الوسط لبطنك.

الخلاصة: قف منحني كلاعب البيسبول، وأيديك على رُكبِكَ. أطرد كل الهواء. إرفع حجابك الحاجز. لاحظ انسحاب البطن للداخل. عندها اسحب جسمك الأعلى (مثبت الأيدي على الرُكب) للأسفل بإتجاه رُكبِكَ مع عضلات بطنك على شكل حركة تمرين الماعدة. راقب خط عضلات البطن تبرز على شكل خط في وسط بطنك.

أترى كم الامر سهل؟ أتتحسس الإمتصاص الإضافي على منطقتك الحوضية ينسحب الى الأعلى؟ عظيم! الآن لقد تمكنت من الامر. الآن أثني عضلات البطن تلك لبعض المرات. كون نمط، قم بثنية كل بضعة ثواني. اكتشف نمط يناسبك. خلال قيامك بهذا لعدة مرات، قد تجد أن ثني عضلات البطن يناسب أي مستوى من المولاباندها\أسفيني قد أصبحت معتاداً عليه. دعهم يسيرون معاً ان كنت ترغب. مع الوقت، سوف يصبحون مندمجين سوية على مستوى عصبي لطيف ولن تتمكن من القيام بواحدة منهم دون الميل للقيام بالأخرى. هذا النوع من الاندماج الطبيعي سوف يحصل مع كل المودرات والباندهات في الجسد. ولكن المزيد عن هذا لاحقاً.

فإذاً ها أنت، تقوم بالثني. ربما قد تشعر بصعود بعض الطاقة اللطيفة الى بطنك، وربما الى ما بعد صدرك، وحتى كل الطريق صعوداً لداخل رأسك. حركات البطن قوية جداً في رفع الكونداليني على هذا الشكل.

ولكن، أتعلم ماذا، هذه ليست نّولي بعد. لم نبدأ "بتدوير" تلك العضلات بعد. المفتاح للتدوير هو فصل ثني عضلات بطننا اليسرى عن اليمنى، وبعدها التنسيق ما بين الاثنين في حركةٍ تدويرية. لدينا إثنين من العضلات البطنية الطويلة هناك. واحدة تذهب صعوداً ونزولاً عند الجهة اليمنى لبطننا وواحدة عند الجهة اليسرى. كيف نفصل في ما بينهم؟ ليس من الصعب كثيراً تعلم كيفية القيام بهذا، بفضل وضيعتنا المنحنية.

فإذاً، ضع نفسك في وضعية البيسبول من أجل أوديانا ونّولي، كما في السابق. ولكن هذه المرة، بدلاً من إستعمال كل من الأيدي للمحافظة على الضغط الموضوع على الرُكب، فقط إضغط من خلال يد واحدة على ركبة واحدة. إختر التي تشاء. متى ما نكون في أوديانا، فقط إسحب بطنك واستعمله للضغط نزولاً لعند الركبة التي توازيه مع إستعمال يد واحدة. ماذا يحصل؟ هل رأيت طرف واحد من أعضاء بطنك يبرز الى الخارج، والطرف الثاني ما زال في مكانه؟ ان حصل هذا، تكون قد طبقت الحركة صح. الآن انتقل الى الجهة الأخرى. إعقد بطنك مع كل الضغط الملقي على الرُكبة الأخرى من خلال اليد الثانية. هل برزت عضلات الطرف الثاني؟ جيد. الآن حاول الانطلاق ذهاباً وإياباً من جهةٍ للثانية، مع النمط ذاته الذي إستعملته عندما كنت في كل من الجهتين. فقط هذه المرة سوف يكون، الجهة اليسرى، الجهة اليمنى، الجهة اليسرى، الجهة اليمنى، وهلم جر.

الآن أنت تسحب منطقتك الحوضية صعوداً على جهتين مختلفتين. هذا سوف يكون مثير أكثر لطاقة الكونداليني. هل أنت جاهز للذهاب الى النهاية؟ لنرى ان كان بإمكاننا تدوير تلك العضلات.

إفتراضاً أن عضلات بطنك تسير لديك ذهاباً وإياباً بسلاسة من اليسار الى اليمين، هنالك فقط خطوةٍ واحدة لكي يكون هنالك لدينا نّولي كاملة. بدلاً من الذهاب الى الداخل والخارج في العضلات من اليسار الى اليمين كل جهة على حدة، حاول القيام "بمسحة" من اليسار الى اليمين. هذا يعني أنه في الوقت الذي تكون الجهة اليسرى من بطنك بارزةٌ فيه، تصعد في الجهة اليمنى قبل تحرير الجهة اليسرى، فيتم ثني الاثنين عند الوسط في لحظةٍ من اللحظات. بعدها عندما تتوجه أكثر الى ثني الجهة اليمنى، اليسرى سوف تتحرر. ستكون في حركةٍ مستمرة لعضلات بطنك تمر من اليسار الى اليمين – مسحة. عندها متى ما تتحرر عضلة اليمين عائدةً الى الداخل، اليسرى تعود الى الخارج. وثم تقوم بالامر مجدداً من الجهة اليسرى مثنية الى الجهة اليمنى مثنية. وتقوم بالامر ذاته مجدداً فمجدداً، مدوراً من اليسار الى اليمين، اليسار الى اليمين. بإمكانك الاحساس في التدوير وتنظيمه من خلال الشعور بالتحويلة في الضغط الذي يحصل خلال زراعيك من الرُكبة اليسرى الى الرُكبة اليمنى حينما يتحول ثني عضلات بطنك من الجهة اليسرى الى الجهة اليمنى، وثم عودةً.

ان هذا الامر هو تدريب لتطوير عادة في هذه المرحلة المبكرة من نّولي. سوف يكون الامر "حرج" في البداية، من دون أي شك. ولكن لا تستسلم. سوف تعتاد على الامر. أولاً حاول تعلم الانطلاق على جهةٍ واحدة. لقد بدأنا تدوير العضلات خارجاً من اليسار الى اليمين. متى ما يحصل بنجاح، إنطلق فيه الى الجهة الأخرى، من اليمين الى اليسار. متى ما يكون بإمكانك التدوير على كل من الجهتين، سوف تكون على طريقك لكي تكون خبير في نّولي.

مع بعض الممارسة سوف تتمكن من تدوير عضلات بطنك كحبل قفز، مع آثار لذيذة على الطاقة التي في منطقتك الحوضية. الكونداليني لن تتمكن من مقاومة الصعود مع كل هذه الإثارة التي تداعبها.

لا نقوم بنّولي خلال ممارساتنا التي نجلس فيها. نقوم بها ما قبل الجلوس للبراناياما والتأمل. قد تكون جزء من جلسة الأسانا خاصتنا، شاملةً أيضاً الوقت الذي نقوم فيه بأوديانا في روتيننا. أو، إذا لم تكن لدينا عادة القيام بأي أساناز، بإمكاننا القيام بنّولي لوحدها قبل الجلوس للممارسات. القيام بنّولي قبل ممارساتنا التي نقوم بها ونحن جالسين يوقظ نظامنا العصبي في طريقةٍ داعمةٍ جداً للبراناياما، يوني مودرا كومبهاكا، والتأمل.

حاول القيام بعشرين تدويرة من النّولي على الاقل في كل جهة قبل كل جلسة من البراناياما والتأمل. اذا كان ينفد منك النفس خلال القيام بنّولي، لا تضغط على نفسك. فقط توقف، خذ نفس عميق أو اثنين، أخرج الهواء مجدداً، وثم أكمل. حينما تعتاد على نّولي، سوف تكون قادر على القيام بها في وضعيات أخرى غير وضعية لاعب البيسبول. على سبيل المثال، متى ما تكون لديك عادة الفصل ما بين عضلات البطن، سوف يصبح من السهل جداً عليك القيام بالامر عندما تكون مستلقي على ظهرك ترتاح، و، في النهاية، خلال الجلوس. مع الوقت، نّولي ستتنقى الى حد أنك ستتمكن من القيام بها في شكلٍ لطيف من دون أي حركة ظاهرة في أي مكان، مع أثار مذهلة ومليئة بالنشوة. هذا النوع من نّولي يتلائم كثيراً مع الحركات اللطيفة لمولاباندها\أسفيني، عندما نكون في كيتشاري. هذه التمارين المليئة بالنشوة من الممكن القيام بها في مكان علني من دون معرفة أي شخص أننا نقوم بها، من دون النور المشع، بالطبع .

سوف نستعمل نسخةٌ أخف من نّولي عندما ننطلق الى جالاندهارا الديناميكية ("مضخة الذقن")، التي تتعلق بالجزء الأعلى من الجسد وبالتحديد الى حدٍ كبير إثارة طاقة الكونداليني ما بين القلب والرأس.

إن نّولي ممارسةٌ قوية لها آثار بعيدة المدى. لم نشمل التحذيرات المعتادة في بداية هذا الدرس لأن نّولي ليست عادةً ممارسة قد تقوم بإلقائنا مباشرةً في مشاكل تتعلق بطاقة الكونداليني. ومن البديهي أنه ان كانت لديك أي مشاكل صحية من الممكن أن تتفاقم بسبب ممارسة نّولي، عندها يجب تجنب القيام بنّولي. كذلك الامر، ان كانت تتم ممارسة نّولي خلال فترةٍ من الوقت من دون فائدة ممارسات التطهير الكوني كالتأمل والبراناياما، قد تؤدي الى خلل في توازن الطاقات في الجسد. من المفيد جداً الحصول على ممارسات لها أثر تطهيري شامل قبل تناول أي ممارسات تهدف الى إثارة الكونداليني وتوجيهها الى منطقةٍ معينة من الجسد. لهذا بدأنا الدروس في التأمل وتنفس السنسلة، ونستمر بتسميتهم على أنهم الأساس في الممارسات اليوغية المتقدمة – المتطلبات لكل شيءٍ آخر نتناوله.

إذا كنت ترغب في ذلك، بإمكانك القيام بنّولي قبل تعلم ممارسات يوغية متقدمة أخرى ما بعد التأمل وتنفس السنسلة. هؤلاء الاثنين هم المتطلب الأساسي للقيام في نّولي.

تأكد دائماً من أن ممارساتك تسير بشكل سلس قبل تناول ممارسات جديدة. من المهم جداً الحفاظ على منصةٍ مستقرة من الممارسات بإمكانك السير بها على المدى الطويل. عندما تعلم أنك جاهز، يكون بإمكانك في شكلٍ منهجي إضافة ممارسات جديدة مع دعوة البهاكتي لديك الى المزيد.

المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>