الصفحة الرئيسية   الدروس الرئيسية   لمحة عن الكاتب   اتصلوا بنا ‎من أجل الدعم والإستفسار  
 
كتب AYP بالعربية




للمزيد من كتب يوغاني المترجمة للعربية
اضغط هنا
 
 
 
 
 
 
 
 
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>
الدرس 355- تذكيرات في التأمل العميق
للأعضاء الجدد: من المفضل قرأة الدروس من البداية، لأنها ضروريةٌ لفهم الدروس الحالية بشكل صحيح. أول درس هو "الهدف وراء هذا الحديث."

‎س 1 : (الممارس الأول): لطالما كنت أغير تقنيات الممارسة وفي كل أسبوع أتبع مدرسة يوغية جديدة. إن موقعكم على الإنترنت، الممارسات اليوغية المتقدمة، أقنعني بفعاليته وببساطته لدرجة أنني الآن فقط أريد ممارسة تقنياتكم والإستقرار بها نهائياً.

‎لقد لاحظت الأمور التالية أثناء ممارسة التأمل العميق. النية - المحافظة على تكرار المانترا مهما كان الثمن، بالنسبة لي من الصعب التركيز فقط على الصوت. إن النية القوية في المحافظة على المانترا أثر فيّ بشكل مختلف. عندما تأتي الأفكار وأقوم بالتدخل وأعود إلى مانترا آيام، أشعر أن هذه الأفكار هي أفكاري من جديد.

‎أما عندما تأتي الأفكار ولا أتدخل أي لا أعود إلى مانترا آيام، أشعر أنني ضعت. عندها أركز على أشياء خارجية لدرجة أنني أنسى أنني الشخص الذي يفكر. بالتالي هذه الطريقة أفضل.

‎عندما أعود إلى مانترا آيام، إن كل الأشياء التي كانت تعذبني تبدأ بالظهور. الكثيرون يتكلمون عن العلاج النفسي لكن الامر أبسط من ذلك. ايكهارت تولي يتكلم عن الأوجاع الجسدية لكن الأمر أبسط من ذلك.

‎الأمر ببساطة هو في آيام. إن الأشياء البشعة تعذبني وأفضل عدم امتلاكها وأن لا أشعر بها. بالتالي أوجهها إلى العالم الخارجي من خلال الضياع في الأفكار ونسيان أنني الشخص الذي يفكر بها.

‎أظن أن الكارما هي أشياءٌ فينا نرفض نحن الإعتراف بها. عندما أواجه هذه الأشياء البشعة سأتعلم أن أحبها بالتالي "تحترق الكارما".

‎ج1: شكرا لمشاركتك تجربتك. للتذكير فقط، إن التقاط المانترا من جديد هو تفضيل يتم بسهولة وليس "مهما كان الثمن". عندما نلاحظ أننا تهنا في الأفكار من ضمنها أفكار عن ماذا يحصل أو ماذا يجب أن يحصل أثناء التأمل، فقط نعود إلى المانترا مهما كانت درجة الوضوح أو عدم الوضوح. من ثم نخسر المانترا من جديد. عندها أيضا عندما نلاحظ أننا خسرناها نعود إليها بسهولة أيضاً الخ... هكذا كل جلسة تأمل تصبح أعمق مع الوقت. فإذاً، المانترا هي أداة مرنة جداً لإنتباهنا الذي يتنقل ما بين التكرار الفكري الواضح إلى الذبذبة الضعيفة التي نكاد لا نلاحظها. إن المانترا وتقنية إستعمالها المحددة تأخذنا عميقا نحو الصمت الداخلي الذي هو غبطة الوعي الصافي الذي يتخطى كل التفكير.

‎كما أننا لا نتأمل على معنى كلمة آيام. فقط نستعمل صوتها.

‎لا بأس بالقيام بالتحليل من بعد التأمل. لكن التحليل أثناء التأمل هو مجرد تيار آخر من الأفكار. بالتالي يجب أن نعود إلى المانترا. إنها تقنية بسيطة جداً. إذا مارسناها مرتين يومياً، خلال بعض ‎الأسابيع والأشهر سنلاحظ بعض التغييرات في حياتنا اليومية - المزيد من الثبات الداخلي، السلام، الإبداع والطاقة. هذا الصمت الداخلي الراسخ الذي ننميه هو أساس التنور وكل شيء آخر نشرحه في دروس الممارسات اليوغية المتقدمة ينبع من هذا الصمت. في البداية، من الشائع أن نظن أن المانترا تهدم الحائط ما بيننا وتنورنا. مثل الكثير من الأشياء التي نقوم لأول مرة في حياتنا، إن التأمل يتطلب فترة من التعود. عندها يتم صقل ممارستنا بشكل عفوي مع الوقت. في الحقيقة إننا لا نهدم أي حائط. مع التأمل العميق نصبح مثل البخار الناعم فنخترق الحائط. بالتالي نحن لا نملك أي شيء – لا كارما ولا أي شيء آخر. مع تقدمنا في التأمل العميق ومع إضافة ممارسات مثل السامياما والبحث عن الذات، إن استقلالنا عن الكارما وعن أفكارنا والأنانية يصبح أكثر وضوحاً بشكل متزايد. هذا هو ظهور الشاهد. عندها نستطيع بسهولة دخول الأفكار، المشاعر وعقبات الطاقة بطريقة لا تتطلب إبعادهم ولا تتطلب "تملكهم".

‎مع الوقت إن الحائط (عقباتنا الداخلية) يذوب من الداخل. عندها تتفتح عفويا غبطة الوعي الصافي 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع. نحن هذا.

‎س2 (الممارس الثاني): من المؤكد أنه أثناء الممارسة إن المانترا تختفي. لكن أظن أنني لا أحصل على صقل المانترا. هل الصقل هو الإنتقال من التكرار الفكري الواضح للمانترا إلى نوع من الصوت الخافت؟

‎ج 2: نعم، أثناء التـأمل العميق إن المانترا بشكل عفوي تنتقل من لفظ واضح إلى صوت خفيف في الفكر. المسـألة ليست متعلقة بالنبرة (عالية أو منخفضة) ولا بدرجة الوضوح. لا أهمية بغض النظر إذا المانترا واضحة أو مشوشة. هذا أمر لا نستطيع السيطرة عليه. فقط نترك الأمور تحصل وتتسرب إلى حياتنا اليومية. بالتالي تصبح حياتنا أكثر إنسجاما وسلاسة. قد نلاحظ أو لا نلاحظ هذه النتائج في حياتنا اليومية بسرعة، لكن هذه النتائج موجودة. لا نتوقع أو ننتظر حصولها، فقط نترك الأمور تحصل. كلما تمكنا من سماح حصول هذا الصقل العفوي أثناء التأمل العميق، كلما تمكنا من السماح بحصوله في الحياة العادية. إنها عادة الصمت الداخلي. هناك علاقة مباشرة.

‎أثناء ممارسة التأمل العميق، إختفاء المانترا أمر جيد. عندما نلاحظ أننا تهنا عن المانترا، فقط نعود إليها بسهولة. قد نكون نختبر الكثير من الأفكار بوضوح جداً في فكرنا، عندها المانترا تكون لفظ واضح جداً. أو قد نكون مشوشين، عندها نترك المانترا تتكرر بهذا الشكل المشوش. أو قد نكون في الثبات، فلا نلاحظ أننا نسينا المانترا، عندها نفضل المانترا على أنها الثبات بحد ذاته. هذا الاحتمال الأخير يبدو فيه تناقض، تفضيل شيء في لا شيء. لكن هذا هو واقع الحال. هذا هو فقط ما يجب أن نقوم به - العودة إلى المانترا مهما كانت حالتنا، بدلاً من أن نجبر أنفسنا على التكرار الواضح أو ‎المشوش. إن ترك الأمور تحصل سيؤدي عادةً إلى المزيد من التشويش. لكن ليس دائماً. إن التطهير الحاصل في الجهاز العصبي له وجوه متعددة لا تحصى. فقط نسمح بحصوله كلما يحصل، فنركب الموجة أينما اتجهت، ونعود إلى المانترا كلما لاحظنا أننا نسيناها. ليس مطلوب منا أكثر من ذلك.

‎س 3 (الممارس الثالث): حالياً إن المانترا تجذب الكثير من الأفكار المعقدة وأحلام اليقظة. تماماً مثل العسل الذي يجذب النحل. لقد حصل الأمر معي في السابق. إنني أتوقع مرور هذه المرحلة. لدي سؤالين:

‎هل المانترا مثل المغناطيس تجذب كل النفايات الموجودة في اللاوعي فتكشفها إلى العلن؟

‎السؤال الثاني والأهم. لقد أوقفت كل الممارسات بإستثناء السامياما أثناء هذه المرحلة. كنت أقوم ببراناياما تنفس السنسلة، نفخ الذقن، يوني مودرا كومباكا والسامياما الكونية بشكل جيد. لكن هل تظن أن التنفس السنسلي هو ممارسة ضرورية داعمة للتأمل العميق؟

‎ج 3: يبدو أنك تحصل على نتائج متأخرة بسبب إستعمال مجموعة كاملة من الممارسات في السابق. ظاهرياً يبدو الأمر لا بأس به، لكن في الأعماق هناك الكثير من الأمور التي يتم تفكيكها. بالتالي في يوم ما ينكسر السد. لهذا السبب نضيف الممارسات بحذر، نضيف ممارسة واحدة من ثم واحدة أخرى من بعد أن نعطي كل ممارسة الكثير من الوقت لتتثبت قبل أن نزيد أي ممارسة أخرى. (أشهر على الأقل و ليس أيام أو أسابيع). عندها فقط نعلم ما هي نتائج كل ممارسة على فترة أطول من الزمن. بالتالي نستطيع المضي في رحلتنا وفق ذلك.

‎ستتطلب حالتك بعض الوقت لتستقر، لكنها ستستقر. تأكد من متابعة التثبيت الذاتي والأنشطة المثبتة وفق حاجتك. كما تذكر أن البهاكتي أو أي ممارسة روحية أخرى نقوم بها قد تزيد حالتك. فإذاً، التثبيت الذاتي من أهم الأمور في الممارسات اليوغية المتقدمة. أما بالنسبة إلى المانترا كونها "مغناطيس نفسي"، لا أظن أن المقارنة صحيحة لأننا بشكل متكرر نذهب أبعد من المانترا وأبعد من أي تفكير أثناء التأمل العميق. بالتالي إننا لا ننمي أي مانترا أو أي عمل (نفسي) خارجي. المانترا هي مجرد عربة للثبات، عربة فعالة جداً. في الواقع، إن الصمت الداخلي الناتج هو الذي يفكك العقبات في الجهاز العصبي. ‎

من المؤكد أننا نريد تفكيك عقباتنا الداخلية، لكن السرعة التي يتم فيها هذا الأمر مهمة جداً. إن الكثير من التفكيك في فترة قصيرة يؤدي إلى تأخير رحلتنا بسبب الحاجة إلى تثبيت تدفقات الطاقة المبالغ بها. إن المحافظة على توازن ما بين ممارساتنا والحياة العادية هو المفتاح. عندما نبقي الاثنين في توازن، إن التقدم الروحي يكون سريع جداً إذا كنا نشيطين في العالم الخارجي. إذا استمر الإطلاق ‎والتفكيك بكثرة أثناء جلستك في التأمل العميق، لا بـأس بتخفيف الممارسات أكثر لحين استقرار الأمور. ‎في بعض الحالات، إن التنفس السنسلي يؤدي إلى التثبيت. لن تعلم على الأكيد إلا عندما تمارسه قليلاً قبل التأمل العميق. راجع الدرس 69 ‎بهذا الخصوص.

‎المعلم في داخلك.
<< الصفحة السابقة    الصفحة التالية >>